الاحتفاظ بالموظفين : كيف يمكن للمؤسسات تحسين الاحتفاظ بموظفيها

الاحتفاظ بالموظفين له دور حيوي في جذب العاملين والاحتفاظ بهم وبالتالي التقليل من معدل دورانهم وما ينشأ عنه من تكاليف على الشركة، الأمر الذي يساهم في التعزيز من إنتاجية المؤسسة، حيث تقوم برامج الاحتفاظ بالعاملين على تحقيق الرضا الوظيفي للموظف وتعزيز عوامل المشاركة بينه وبين زملائه ومديريه داخل مكان العمل.

لذلك كان من المهم على أي مؤسسة الاهتمام بهذا العنصر الذي يعتبر بمثابة التحدي الأكبر لأي شركة، حيث نجد بعض المنظمات تواجه العديد من المشكلات حول كيفية الاحتفاظ بموظفيها، لذا سنعرض عليكم اليوم كل ما يخص الاحتفاظ بالموظفين مع عرض أفضل الاستراتيجيات والطرق التي تحافظ على العاملين في أي مؤسسة.

[Sommaire]

ما هو الاحتفاظ بالموظفين؟

هو من الأهداف التنظيمية التي تقوم بالحفاظ على الموظفين الموهوبين والعمل على تقليل معدل دورانهم من خلال تطبيق بعض الاستراتيجيات داخل مكان العمل كخلق مناخ عمل إيجابي يعزز من روح المشاركة وتقدير العاملين من خلال منحهم أجوراً ومزايا تنافسية وتوفير المرونة في العمل لتحقيق التوازن بين الحياة العملية والشخصية.

لماذا يعد الاحتفاظ بالعاملين مهماً في أي مؤسسة؟

المعدلات المرتفعة لدوران العاملين داخل أي منظمة سيضر بقدرتها على تنفيذ مهامها وبالتالي نقص الإنتاجية، فضلاً عن التكاليف المرتفعة التي ستنفقها الشركة من أجل جلب عمالة تحل محل الموظفين المغادرين.

تسبب مغادرة العاملين أيضاً خفض الروح المعنوية للموظفين الحالين وذلك نتيجة مغادرة زملائهم لفريق العمل الأمر الذي يضعف من روح التماسك والثقة بين الموظفين داخل مكان العمل بل ورغبتهم في المغادرة مثل الباقين.

وقد يطيل هذا الدوران العملاء ليؤثر عليهم نتيجة ملاحظتهم أن يتعاملوا مع موظفين مختلفين في كل مرة الأمر الذي يعرقل عملية التفاهم بينهما.

كيف يمكن للمؤسسات تحسين الاحتفاظ بموظفيها؟

لكي تتمكن أي مؤسسة من التعرف على الطريقة الصحيحة والفعالة التي تمكنها من الاحتفاظ بالموظفين في العمل وتحسينه، عليها أولاً قبل البحث عن أفضل طرق واستراتيجات التحسين أن تتفهم الأسباب التي تؤدي إلى ترك الموظفين لوظائفهم وأيضاً التعرف على أسباب بقائهم، وذلك حتى تتمكن من معرفة نقاط الضعف التي لديها والعمل على تحسينها وفهم نقاط القوة والعمل على تعزيزها.

لماذا يغادر الموظفون مكان العمل؟

توجد العديد من الأسباب التي تؤدي إلى رغبة الموظف في ترك العمل والمغادرة، بحيث يكون بعضها أسباباً شخصية أو أسباباً تتعلق بمكان العمل، ويمكننا تلخيص تلك الأسباب في الآتي:

استياء الموظف من مكان العمل: فقد يتعرض العامل إلى بعض المواقف والظروف داخل مكان العمل التي تؤثر على روحه المعنوية وتشعره بالاستياء والنفور والرغبة في ترك العمل.

ويمكن للإدارة التغلب على تلك المشكلة من خلال بعض الاستراتيجيات التقليدية للحفاظ على الموظف كمراقبة كافة المواقف داخل مكان العمل ومعالجة دوافع دوران أي موظف.

البحث عن بدائل أفضل: عادة ما يبحث الموظفون عن مكان عمل أفضل إذا لم تكن المؤسسة قادرة على المنافسة من حيث المكافآت والأجور وتوفير فرص للتطوير.

لذا يجب على أي مؤسسة ترغب في تحسين الاحتفاظ بالموظفين الانتباه جيداً إلى توفير حوافز وأجور تنافسية تكافىء العروض الخارجية التي تجذب الموظفين إليها.

عدم التوازن بين العمل والحياة الشخصية: فعدم التوازن بين الحياة والعمل تشعر الموظف بالتقيد والرغبة في التحرر من خلال ترك العمل بحثاً عن عمل آخر يلبي احتياجاتهم الشخصية والأسرية.

ويمكن للمؤسسة التغلب على تلك المشكلة من خلال الاستجابة لاحتياجات موظفيها الشخصية والأسرية على سبيل المثال توفير إجازات أبوية وتحقيق المرونة في العمل للحصول على رضاء العاملين وتلبية احتياجاتهم الأسرية.

مرور العامل بتجربة سلبية: قد يغادر الموظف دون أي خطة سابقة للمغادرة نتيجة تعرضه لبعض المواقف السلبية داخل مكان العمل على سبيل المثال وجود صعوبات في التعامل مع رئيسه في العمل أو تجاوزه لترقية معينة أو تعرضه للمضايقات أو التنمر من قبل زملائه في العمل، أو المعاملة غير عادلة من قبل القادة والرؤساء.

ويمكن للمنظمة تجاوز ذلك والعمل على الاحتفاظ بالموظفين من خلال تحليل كافة أنواع التعاملات والتوترات التي توجد في مكان العمل والتي تدفع الموظفين إلى المغادرة ووضع استراتيجية تحقق العدالة والاحترام في التعامل وإدراجها في ثقافة المؤسسة مع توفير التدريب الكافي للموظفين والقادة لمنع أي تفاعلات سلبية قد تحدث في المؤسسة، مع وضع آليات للتعامل مع أي مشكلة يتعرض لها أي موظف أو توفير إجراءات لحل أي نزاع أو حتى برامج مساعدة للموظفين فهذا سيشعرهم بالأمان داخل المؤسسة.

لماذا يبقى الموظفون داخل المؤسسة؟

من المهم على أي مؤسسة التعرف على أسباب بقاء العاملين داخل مؤسستها وتوجد العديد من الأسباب التي تعزز من بقاء العاملين داخل مكان العمل مثل تماسك فريق العمل وتصميم المشاريع القائمة على فريق وتوفير التواصل الفعال والإيجابي بين زملاء العمل والقادة فضلاً عن تقديم الحوافز المالية والمعنوية واستجابة المؤسسة لكافة احتياجات موظفيها وتوفير المرونة في العمل.

أفضل الاستراتيجيات الخاصة بتحسين الاحتفاظ بالعاملين داخل مكان العمل

إليكم أفضل الاستراتيجيات التي ستساعد أي مؤسسة في تحسين الاحتفاظ بالموظفين لديها ليصبحوا جزءاً لا يتجزأ من مكان العمل.

أولاً: الاستثمار في الموظفين

فيجب على المؤسسات الاستفادة من رغبة موظفيها في التطوير من خلال توفير برامج تطوير وتوجيه لصقل مهاراتهم وتنمية قاعدة مواهبهم الأمر الذي سيشعرهم بالانتماء والرضا الوظيفي.

ثانياً: تشجيع إبداع موظفيك وتقديم ملاحظات أكثر إيجابية

ويمكن تشجيع الموظف على الإبداع من خلال أخذ مقتراحاتهم على محمل الجد وتقديم المكافآت وتكوين فرق للابتكار وخلق بيئة عمل إيجابية تعزز المشاركة والتواصل الفعال، كما يجب تحفيز العاملين ومنحهم ملاحظات إيجابية تحسن من أدائهم في العمل وخاصة إذا كان هناك مشكلة تحتاج إلى حلها.

ثالثاً: امنح موظفيك راتب تنافسي أو أجر بالساعة

يجب أن يشعر الموظفون بأن جهدهم المبذول في العمل يتناسب مع رواتبهم، فإذا لم يتحقق ذلك فقد يتركون العمل، لذا يجب على أي مؤسسة توفير أجر تنافسي لموظفيها يشعرهم بأن جهدهم وعملهم محل تقدير.

رابعاً: توفير فترات راحة مناسبة

إذا كانت طبيعة العمل في المؤسسة تتطلب من العاملين العمل لساعات طويلة الأمر الذي يعرضهم للضغط الشديد وبالتالي شعورهم بالتعب الذي يجعلهم يقعون في أخطاء أثناء تأدية مهامهم، وكان الاحتفاظ بالموظفين هو هدفك فيجب عليك توفير فترات راحة مناسبة ومقسمة على ساعات العمل فهذا سيساعدهم على التقليل من شعورهم بالتوتر والتعب لاستكمال مهامهم على أفضل وجه

خامساً: امنح موظفيك الأدوات التي يحتاجونها لتحقيق النجاح في مؤسستك

إذا كانت لديك أهداف ترغب في تحقيقها فعليك تزويد موظفيك بكافة الأدوات والموارد التي يحتاجونها لتحقيق تلك الأهداف، ويمكن للموظفين مساعدتك في تحديد الموارد والأدوات والمعلومات اللازمة لتحقيق هذا الهدف.

فالمؤسسة التي تتسم بفقر مواردها ستعرقل من عمل موظفيها كما ستضعهم تحت ضغط وتأخذ منهم جهداً أكبر لتحقيق أهداف المؤسسة في الموعد المحدد الأمر الذي يرهقهم ويخفض من معدل الاحتفاظ بهم داخل مكان العمل.

في الختام يمكننا القول بأن الاحتفاظ بالموظفين أمر مهم وأساسي لأي مؤسسة ترغب في تحقيق أهدافها واستمرارية نجاحها الأمر الذي يتطلب منها بذل كافة طاقتها للتعزيز من بقاء موظفيها والاستثمار فيهم بدلاً من دفع تكاليف باهظة لتعويض الأماكن الفارغة عند مغادرة الموظفين الموهوبين.