خطوات بناء ثقافة قوية لأي شركة
الشركة القوية تٌعرف من ثقافتها القوية، الثقافة هي الهوية هي ما تحدد من أنت؟ ولم أنت؟
العملاء لن يختاروك دونًا عن باقي منافسيك لجودة منتجك فقط بل للرسالة التي توصلها لك من خلال منتجك، الهوية هي البوتقة التي يخرج منها كل شيء، اسم المنتج، الطابع الدعائي، سياسة الشركة، طبيعة التعامل مع الموظفين، أفكار التطوير بالشركة، كل شيء -حرفيًا- يخرج من عباءة هويتك التي تشكل الثقافة أهم ركائزها.
قبل أن تٌنشئ شركتك حدد هويتك، فكرة منتجك، طبيعة العملاء المستهدفين، سياسات الجودة والخدمة، والأهم القيمة التي تقدمها للمجتمع، يجب أن تتبنى رؤية متوازنة، رؤية تخدم الشركة أولًا والمجتمع ثانيًا، إذ لا جدوى من السعي للمصلحة العامة دون أن تتحقق المصلحة الشخصية -بلا ضرر أو ضرار- حتى المؤسسات الخيرية والدينية يجب أن تُغطي تكاليفها الأساسية؛ لتستمر في العمل العام، وتعم الفائدة.
[Sommaire]
الرؤية هي حجر الأساس، وما بعدها يقوم عليها...
الرؤية
تنقسم إلى شعار ومنهج وخطوات تنفيذ، الشعار هو اللافتة الكبرى التي تٌلخص فكر شركتك، أبرز مثال شركة كوكاكولا شعارها: " أنعش جسدك، عقلك وروحك"، لا يهم مدى تطابق الشعار مع حقيقة المٌنتج المهم أن يقتنع به الناس، وأن يروجوه فيما بينهم.
طريقة أخرى تتبعها شركة كوكاكولا لتعزيز رؤيتها ألا وهي "الغمر"، رغم أن المنتج معروف ومشهور بما فيه الكفاية، إلا أنها تستمر في شن حملات دعائية موسعة أغلبها يعتمد على نجوم الفن والرياضة استغلال واضح لشعبيتهم وجماهريتهم، إذا حادوا عن المشاهير سيكون الشباب ملجأهم، تعزيز لفكرة الانتعاش والتجديد، التفاؤل والانطلاق، كوكاكولا تبنت ثقافة الانتعاش، ومنها خرج كل منتجها، منتج على بساطته احتل العالم لعقود -ومازال-.
الشعار ثابت بدرجة كبيرة، يحتاج دوافع قوية لتعديله، أما المنهج فالأصل به الديناميكية، يتغير بتغير الزمان والمكان، مثل مطعم كنتاكي حينما دخل اليابان، لم تكن فكرة الدجاج المقلي رائجة هناك حينها؛ لذا عملت الشركة إلى ترويج لفكرة عيد الفصح والديك الرومي ثم استبدلتها لاحقًا بدلو كنتاكي المليء بقطع الدجاج المقلي اللذيذة، حيلة ذكية وفعالة رغم أنها ليست الأسرع، نستخلص من هذا أن أهم ما يعزز من موقع الشركة عملية التطوير المستمر، الرؤية ليست شيء جامد بل تتطور بتطور أساليب العصر والثقافة الرائجة ومكان انتشار المٌنتج والمنتجات المنافسة الرائجة -في هذا الوقت-.
أما خطوات التنفيذ قوامها المرونة، الفريق الناجح يولي خطوات التنفيذ أولوية قصوى، يعدل ويطور ويغير منها حتى يصل لأقصى تحقيق للرؤية بما يخدم بناء ثقافة الشركة ويساعد على تحقيق هوية متزنة لها.
الالتزام
كلمة السر في أي نجاح، الالتزام يعزز هوية الشركة، يدعم الصورة الذهنية الخاصة بها، الجماهير لن تتأثر بصورة عابرة، ستتأثر بما تتخذه الشركة هوية لها سنوات طوال، عليك أن تكون وفي لثقافتك، تظهرها وتتخذها ذريعة للرد على المقللين والمشككين، الالتزام يكون مع النفس أولًا مجلس إدارة الشركة ومجلس الأمناء والقائمين عليها، تكون الأولوية لبناء ثقة قوية واتخاذ قرارات تصب في الصالح العام، بعدها تكون الثقة بين مجلس الإدارة والموظفين، ثقة قوامها الاحترام المتبادل والوفاء بالالتزامات، الالتزام أمر أخلاقي يضع الشركة في مكانة مختلفة تمامًا في سوق التجارة و سوق العمل.
لن يسهل تحقيق الالتزام سوى اختيار فريق العمل المناسب، فريق عمل يدعم النجاح لا يكون عائق أمامه، والبداية من...
التوظيف المناسب
يجب أن يعي قسم الموارد البشرية هوية الشركة وثقافتها بصورة واضحة، يمكن تلخيص الثقافة في عدة كلمات تسهيلًا للتعامل، مثل:
- مرسيدس: الأصالة – الفخامة – الجودة
- كنتاكي: التميز – الترابط الأسري – السعادة
- كوكاكولا: الانتعاش – التفاؤل – السعادة
تحديد الهوية بشكل واضح سيسهل عمل فريق التوظيف، الفريق يجب عليه اختيار أشخاص يؤمنون بنفس المبادئ ويعلون من نفس القيم، حسن الاختيار يفتح الطريق لباقي الأقسام لاستكمال عملهم، حيث إن الأمر لن يتوقف عند مرحلة التوظيف بل يمتد لجميع مراحل العمل، يجب على الشركة الاحتفاظ بالأفضل، إزكاء هويتها بداخل جميع موظفيها، والعمل على رفعة شئونهم وتطورهم الوظيفي بما يدعم ثقافة الشركة ويؤكد على هويتها.
الموظفون هم مرآة الشركة، ويقع على عاتقهم إيصال ثقافة الشركة في حدود مجتمعاتهم الصغيرة، وهو أمر ليس بهين إذ يٌعزز من مكانة الشركة، ويعمل على الدعاية لها دون الاحتياج لصرف مبالغ طائلة، الأمر جد مهم، وينبغي إعطاءه أهمية فائقة.
الحفاظ على الأفضل
كما ذكرنا آنفًا؛ إنه ينبغي على الشركة الحفاظ على الأفضل من بين موظفيها، الخبرة تدعم عامل الثقة فيما بين الموظفين والعملاء، وبين الموظفين بعضهم البعض، كلها أمور تقوي من هوية الشركة بين أقرانها، وليتم الحفاظ على الموظفين الأكفاء في عالم تتصارع فيه الشركات لتنال الأفضل مهما كلفها ذلك، يجب عليك أن تهتم بعدة نقاط، أهمها:
التواصل الفعال
إشعار الموظفين بأهميتهم ومكانتهم وثقة الشركة بهم واعتمادها عليهم في إيصال هويتها -دون إفراط أو تفريط-، يجعل عامة الموظفين يبذلون الغالي والنفيس من أجل رفعة الشركة، ما بالك لو أضفت إليها جلسات نقاش على مستوى واسع بين الموظفين ومجلس الإدارة، ورش عمل عن هوية الشركة وثقافتها، رحلات تثقيفية وترفيهية، خدمات صحية وتعليمية ورعاية لأبناء الموظفين المميزين، نشاطات خيرية وتوعوية في محيط الشركة الواسع، كلها أمور تعزز من مكانة الشركة في محيطها الضيق والواسع، تٌكسب الشركة سمعة طيبة، وتجعل الجميع يتسابق علي الالتحاق بها لينال الامتيازات الخاصة، تمامًا مثلما يسعى أغلب الشباب للالتحاق بالوظائف الحكومية والجيش على ما فيهم من رتابة، لما؟
بسبب الراتب الجيد المضمون والعدالة -النسبية- في المعاملة والتقدير والاحترام -النسبي أيضًا-، هذا إذا ما تجاهلنا كونهم ملجأ لمحدودي الطموح -في الغالب- كونهم لا يحتاجون تطوير مستمر من الذات والمنافسة فيهم عالية في الوظائف القيادية وحسب.
أما أنت -قطاع خاص- فلا يجب عليك الرضى بأنصاف الموهوبين ولا محدودي الطموح، لذا يجب أن تحقق لهولاء الطموحين الرضا الوظيفي الكامل الذي يجعلهم يستغنون عن أحلامهم الخاصة في سبيل إعلاء حلمك أنت، وهنا نطرح كيف يمكننا تحقيق هذا..
الرضا الوظيفي
تحقيق الرضا الوظيفي يدعم فكرة أن الشركة تهتم بهويتها، تعزز ثقافتها، ولا تضحي بالعاملين بها بسهولة، الرضا الوظيفي غاية أغلب العاملين، ولن يتأتي سوى بالاحترام والتقدير واقصاء المتهاونين ومثيري الشغب والكسالى، بالإضافة لدعم المواهب والنابغين وتوفير الرعاية الخاصة لهم، والرعاية الجيدة لسائر العاملين.
الأمر ليس بهين لكنه ليس مستحيل كذلك، استقصاء بسيط من فترة لأخرى يٌعرفك أولويات الموظفين واهتماماتهم في الفترة الحالية، ويمكن تسخير ذلك لزيادة وتيرة الإنتاج عن طريق جعل التسهيلات والدعم رهينة بمستويات الإنتاج العالية، ويمكننا حينها أن نصل لموقف يربح فيه جميع الأطراف.
دعم الروح القيادية
المرحلة الأعلى من الرضا الوظيفي يطمح لها النوابغ من الموظفين، القطاع الخاص يجب أن ينبذ فكرة التطور الوظيفي بعامل السن وحده، وأن يجعل الأولوية للكفاءات بغض النظر عن أعمارهم، لا يجب أن يضيع هؤلاء في روتين الأنظمة القديمة، المنافسة في عالم اليوم لا تستحمل مثل هذه التراهات.
ختامًا
هوية الشركة وثقافتها تفتح لها الطريق للمستقبل، المستقبل الذي يدعم الأصالة والتفرد في عالم حولته العولمة لنسخ ماسخة لا يتميز بعضها عن الأخر إلا فيما ندر، العالم الآن يفتح لك الطريق لتكون أنت كما أنت لا كما أٌريد لك.
اكتشف مقالات مشابهة
هل تتوفر على ثقافة مؤسسية قوية ؟
من أجل التميز MintHR تقدم
أفضل برنامج الموارد البشرية لتعزيز ذلك.