في الوقت الذي تعيش فيه الشركات والمنظمات عالمًا مليئًا بالمخاطر والأزمات المستمرة، تصبح إدارة الموارد البشرية أكثر أهمية من أي وقت مضى. فمن المسؤول عن إدارة الموارد البشرية والتعامل مع المخاطر والأزمات المختلفة التي قد تواجه الشركة طوال فترة تشغيلها؟ وهل تعتقدون أن إدارة الموارد البشرية من الممكن لها أن تساعد على مواجهة تلك المخاطر والأزمات بفعالية؟ في هذه المقالة، سنشرح بالتفصيل دور إدارة الموارد البشرية في إدارة الأزمات والمخاطر والكيفية التي يتم عبرها تعزيز الكفاءة والفاعلية في إدارة هذه التحديات المعقدة.
[Sommaire]
تعريف إدارة الموارد البشرية
تعتبر إدارة الموارد البشرية من أهم وظائف الإدارة في أي منظمة أو مؤسسة تهدف إلى التطور المستمر. فهي تهتم بتحقيق الأهداف وتحسين الأداء من خلال إدارة وتنظيم الموظفين. عوضاً عن ذلك فإن إدارة الموارد البشرية تهدف دوماً إلى تطوير القدرات والمهارات لدي الموظفين وتنظيم العمل بشكل فعال ومنظم.
كما تسعى للحفاظ على التوازن بين احتياجات الموظفين واحتياجات المؤسسة، وتوفير بيئة عمل ملائمة ومحفزة. ومن المعروف بأن إدارة الموارد البشرية تحتل دور أساسي في تحقيق تنمية مستدامة للمؤسسة وتحقيق النجاح في مواجهة التحديات والأزمات. لذا، يجب أن يتمتع مديري الموارد البشرية بالمعرفة والخبرة اللازمة للتعامل مع تلك الأوضاع واتخاذ القرارات الحكيمة التي تساهم في تجاوز الأزمات وتحقيق النجاح المستدام.
أهمية إدارة الأزمات والمخاطر في الساحة العملية
تتعرض المؤسسات والشركات في الساحة العملية إلى العديد من الأزمات والمخاطر التي من شأنها التأثير على أدائها وإنجاز مهامها بالشكل المطلوب. ومن باب العمل على تجنب المرور بهذه الأزمات والمخاطر، يلجأ الكثير من القادة والإداريين إلى إدارة الأزمات والمخاطر. فهي عملية تتضمن تخطيطًا مستمرًا للتعامل مع الأزمات المحتملة، وذلك من خلال تحليل المؤشرات المختلفة التي تؤثر على الأداء وتشوش درب المؤسسات والشركات.
ويساعد دور إدارة الموارد البشرية في إدارة الأزمات والمخاطر في الساحة العملية في التخفيف من التكاليف المالية والتشغيلية التي تنتج عن الأزمات المختلفة. لذلك، يجب على كل إداري وقائد في الساحة العملية تعزيز إدارة الأزمات والمخاطر لتحقيق النجاح والتفوق في المجال أو المكان الذي يعمل فيه.
دور إدارة الموارد البشرية في إدارة الأزمات والمخاطر
إن دور إدارة الموارد البشرية في إدارة الأزمات والمخاطر يعتبر أمرًا حيويًا لاستمرارية أي منظمة أو مؤسسة. فعند حدوث الأزمات، تقع مسؤولية تنظيم العمل وإدارة الموظفين على عاتق إدارة الموارد البشرية بشكل كبير. تلعب هذه الإدارة دورًا رئيسيًا في تجنب الخسائر المحتملة وضمان استمرارية الإنتاجية. وهنا إليكم دور إدارة الموارد البشرية في إدارة الأزمات والمخاطر على شكل مراحل:
مرحلة الاستعداد للأزمات والمخاطر
من أهم مراحل إدارة الأزمات والمخاطر هو الاستعداد لها. يعني ذلك أنه من المهم جدًا لإدارة الموارد البشرية أن تكون مستعدة في كافة الأحوال لمواجهة أي أزمة قد تحدث وتتعامل معها بطريقة فعالة ومحترفة. وهذا بالتأكيد يتطلب تحديد المخاطر المحتملة التي قد تواجه المنظمة في أي وقت وتطوير استراتيجيات وإجراءات للتعامل معها.
يجب على إدارة الموارد البشرية أيضاً تعيين فريق متخصص للتعامل مع الأزمات وكذلك تدريب الموظفين على كيفية التصرف والتعامل مع الظروف الطارئة. وبهذا، فإن استعداد إدارة الموارد البشرية للأزمات والمخاطر سيساعد الشركة على التعامل مع أي تحدي قد يطرأ عليها بكفاءة وفاعلية.
المرحلة المتوسطة للأزمات والمخاطر
دور إدارة الموارد البشرية في إدارة الأزمات والمخاطر في المرحلة المتوسطة من الأزمة هو دور حاسم، حيث أنه يساعد بشكل كبير على تحقيق الاستقرار والتعامل مع التحديات. وفي هذه المرحلة يصبح من الضروري على إدارة الموارد البشرية أن تدعم الموظفين وتوفر لهم الدعم النفسي والاجتماعي للتعامل مع الضغوط الناتجة عن الأزمة.
علاوةً على ذلك، يجب أن تقوم إدارة الموارد البشرية بتوفير التدريب والتطوير المستمر للموظفين للتأكد من قدرتهم على التكيف مع متطلبات الأزمة. وبهذا في هذه المرحلة، تكون إدارة الموارد البشرية العنصر الأساسي لضمان استمرارية المؤسسة وتجاوز الأزمة بشكل فعال وناجح.
مرحلة ما بعد الأزمات والمخاطر
تأتي هذه المرحلة من دور إدارة الموارد البشرية في إدارة الأزمات والمخاطر بعد نجاح الإدارة في التعامل مع الأزمات والمخاطر، حيث يتعين على الإدارة النظر إلى المرحلة التالية، وهي مرحلة ما بعد الأزمات والمخاطر. في هذه المرحلة، يجب على إدارة الموارد البشرية العمل على استعادة الاستقرار والعمل على تعزيز الثقة والروح المعنوية للموظفين والفرق العاملة.
يمكن لإدارة الموارد البشرية تنفيذ عدة إجراءات للمساعدة في هذه المرحلة، مثل تقييم الآثار النفسية والعاطفية التي تركتها الأزمة وتوفير الدعم والمساعدة اللازمة للموظفين المتأثرين. إلى جانب ذلك، يجب أن تكون هناك طريقة أو استراتيجية مناسبة لإعادة بناء الموارد البشرية وتنظيم التدريب والتطوير للموظفين الذين ربما قد يكونوا فقدوا أحد المهارات أو الخبرات خلال المرور بالأزمة.
الهدف من إدارة الأزمات
كما وضحنا في شرح دور إدارة الموارد البشرية في إدارة الأزمات والمخاطر فإن الهدف من الإدارة الفعالة للأزمات هو التخطيط والاستعداد للتعامل مع الأوضاع الطارئة وتخفيف الآثار السلبية التي يمكن أن تحدث نتيجة للأزمات. فعند حدوث أزمة، تتولى إدارة الأزمات في الموارد البشرية مهمة التصرف بسرعة وفعالية للحد من التأثيرات السلبية، وحماية الموارد البشرية والمادية للمؤسسة.
وتسعى إدارة الأزمات أيضًا بشكل دائم إلى أن تحافظ على تقدم العمليات والإنتاجية بأقل خسائر ممكنة، والحفاظ على صورة المؤسسة والعمل على تعزيزها بعد الأزمة. بالإضافة إلى ذلك، تعمل إدارة الأزمات على تقديم استجابة فعالة وتنسيق الجهود للتغلب على الأزمة واستعادة الاستقرار في أقرب وقت ممكن.
أهم الفروق بين عمليتي إدارة المخاطر وإدارة الأزمات
بعد أن تعرفنا على دور إدارة الموارد البشرية في إدارة الأزمات والمخاطر، ننوه إلى أنه على الرغم من كون إدارة المخاطر وإدارة الأزمات مفاهيم مترابطة ولكن لهما أهداف وتركيزات تختلف عن بعضها البعض. بالنسبة إلى إدارة المخاطر فهي اسم يطلق على العملية التي تركز على تحليل وتقدير ومعالجة المخاطر المحتملة التي يمكن أن تؤثر على المؤسسة في المستقبل. ويكون هدف إدارة المخاطر في تقليل احتمالية وتأثير هذه المخاطر بطرق مختلفة، مثل تحديد الاستراتيجيات الواقية وتطبيق إجراءات السيطرة وتأمين الموارد اللازمة.
من جهة أخرى، إن إدارة الأزمات تشير إلى عملية استباقية واستجابية للأحداث المفاجئة والتي تشكل خطرًا على المؤسسة في الوقت الحالي. تهدف إدارة الأزمات إلى التخفيف من تأثيرات الأزمة وتحقيق الاستقرار والاستمرارية في العمليات الأساسية للمؤسسة. تشمل الخطوات الأساسية في إدارة الأزمات تحليل وتقدير الأزمة، واتخاذ القرارات السريعة والفعالة، وتنفيذ خطة الطوارئ والتعاون مع الجهات المعنية.
وختاماً، فإن نمط الحياة الحديث ودرجة التعقيد في الأنظمة اللوجستية والتدفقات النقدية تجعل المؤسسات أكثر عرضة لمواجهة الأحداث الغير متوقعة، فأي حدث غير متوقع ومفاجئ يمكن أن يؤثر بشكل سلبي على المؤسسات والمجتمعات. ومن هنا ظهرت الحاجة إلى دور إدارة الموارد البشرية في إدارة الأزمات والمخاطر في كافة المؤسسات. فمن الضروري أن تستعد المؤسسات وتتخذ تدابير وقائية للتعامل مع الأزمات قبل حدوثها.