هل سمعت عن أشخاص يدرسون علم الإدارة؟ وهل أنت شغوف بمعرفة ماهية هذا العلم؟ وماذا عن أنواع الإدارة؟ كلها أسئلة تجد إجاباتها في ثنايا السطور التالية، وقد تلهمك قراءتها أفكارًا خارج الصندوق تفيدك على المستوى الشخصي أو المهني، فتابع معنا.
[Sommaire]
تبسيط مفهوم الإدارة
علم الإدارة هو دراسة حل المشكلات واتخاذ القرارات بناءً عليها، وهو من العلوم الهامة للغاية لأنه يساعد الشركات والمؤسسات على تحديد المشكلات التي يجب عليها أن تجد لها حلًّا، وتبسيط جهود الإدارة واستخدام الموارد بشكل أكثر فعالية، ووضع الاستراتيجيات المناسبة لتحقيق أهدافها.
يمكن أن تختلف أنواع الإدارة اعتمادًا على سياق وهدف الشركة أو المؤسسة، وينبغي على القائمين على الشركة فهم هذه الأنواع بشكل جيد، حيث يساعد ذلك على تحديد أفضل نهجٍ لإدارة مواردهم بفعالية وكفاءة، وسوف نناقش فيما يلي هذه الأنواع بشيء من التفصيل.
أهمية الإدارة وخصائصها
هل تعلم أن الشركات أو المؤسسات التي تتمتع بإدارة قوية هي التي تستطيع تحويل مواردها البشرية والمادية غير المنظمة إلى عمليات منظمة تحقق أهدافها بشكل فعال، دون إهدار المال أو الجهد أو الوقت.
ولكي يكون دور الإدارة فعالًا، ينبغي أن تتمتع بعدد من الخصائص والمميزات، وعلى رأسها:
- التوجيه من أجل تحقيق الهدف.
- النشاط الذهني والإنساني.
- التوجه المستقبلي.
- الاستمرارية.
- الديناميكية.
- الانتشار الواسع.
- التكامل.
- الشمولية.
- تعدد الأبعاد والنشاط متعدد التخصصات.
- القدرة على التعامل مع التغيير.
- التخطيط.
- التنظيم.
- التنسيق.
- الابتكار والتطوير.
- التواصل الفعال بين الموظفين والإدارة وبين المؤسسة والعملاء.
أنواع الإدارة
كما ذكرنا سابقًا، تختلف أنواع الإدارات في الشركات بناءً على عوامل عديدة أهمها: أهداف الشركة أو المؤسسة، والمجال الذي تعمل فيه، وحجمها والموارد المتاحة وما إلى ذلك، ومن أهم أنواع الإدارة ما يلي:
الإدارة العامة
تتضمن عناصر الإدارة العامة: إدارة الموارد البشرية والمالية والتسويقية وإدارة العمليات، وتنفيذ مجموعة واسعة من السياسات والخدمات وتنظيم الشؤون العامة، والعمل مع مجموعة متنوعة من أصحاب المصلحة من المسؤولين والمساهمين والجمهور وغيرهم، وتضمن هذه الإدارة استخدام الموارد العامة بفعالية وكفاءة لتلبية احتياجات العملاء.
تعتمد الإدارة العامة على عدد من المبادئ التي تضمن الشفافية في عمليات صنع القرارات واستخدام الموارد العامة بأكثر الطرق فعالية وكفاءة، ومن أهم هذه المبادئ: المساءلة والشفافية والكفاءة والفعالية.
أما فيما يتعلق بأهداف الإدارة العامة، فهي تتمثل في تعزيز المصلحة والرفاهية وضمان العدالة الاجتماعية، ومن أمثلتها إدارة المدارس العامة.
الإدارة الخاصة
ويُقصد بها تنسيق الموارد في الشركات أو المؤسسات المملوكة للقطاع الخاص، وتتضمن تخصيص الموارد وتنفيذ السياسات وإدارة العمليات بالشكل الذي يضمن تحقيق أهداف الشركة وزيادة أرباحها.
تتمثل أهم مبادئ الإدارة الخاصة في الكفاءة والفعالية والابتكار، والتأكد من أن المنظمة تمتثل للقوانين واللوائح ذات الصلة والعمل بطريقة أخلاقية، ومن أمثلة الإدارة الخاصة: إدارة الشركات متعددة الجنسيات والشركات الصغيرة، والمؤسسات غير الحكومية.
نستنتج مما سبق، أن الإدارة العامة تركز على تقديم الخدمات العامة، بينما تركز الإدارة الخاصة على توليد الإيرادات وتعظيم الأرباح.
الإدارة الاستراتيجية
وهي الإدارة التي تركز على عدد من الخطوات تتضمن: تحليل البيئة الداخلية للشركة، والوضع الحالي لها، بما في ذلك نقاط الضعف والقوة، والاطلاع على موارد الشركة وأهدافها، ومن ثم تطوير الاستراتيجيات لتحقيق هذه الأهداف.
الإدارة الإنتاجية
ويكون تركيزها على تنظيم العمليات الإنتاجية وتحسين كفاءة وجودة المنتجات، وذلك باستخدام عدد من التقنيات الإدارية الأخرى من قبيل إدارة سلسلة الإمداد وإدارة الجودة الشاملة وما إلى ذلك.
الإدارة الاجتماعية
وتهتم بالتعامل مع الموظفين والعملاء وتحقيق التوازن بين المصالح المختلفة، وتتضمن جوانب مختلفة من بينها إدارة العلاقات العامة وإدارة المسؤولية المجتمعية.
الإدارة التعليمية
تتمثل مهام الإدارة التعليمية في تنسيق الموارد في المؤسسات التعليمية، بما في ذلك المدارس الابتدائية والثانوية ومؤسسات التعليم العالي، والإشراف على العمليات اليومية لهذه المؤسسات، والتأكد من أنها تحقق أهدافها التربوية والتعليمية، واتخاذ القرارات التي تعزز من جودة وكفاءة التعليم، والتأكد من تلبية المناهج للمعايير الأكاديمية ومناسبتها لاحتياجات الطلاب، فضلًا عن التأكد من توفير بيئة تعليمية آمنة وداعمة للطلاب والمدرسين.
الإدارة غير الربحية
وهي التي تهتم بإدارة وتنسيق الموارد في المنشآت التي تعمل لهدف اجتماعي أو عام غير ربحي، مثل الجمعيات والمؤسسات الخيرية، ويعدُّ هذا النوع من أنواع الإدارة المهمة حيث يضمن قدرة مثل هذه المؤسسات والجمعيات على تحقيق أهدافها بالشكل الفعال.
يعمل مسؤولو هذه المؤسسات على تطوير وتنفيذ السياسات وإدارة الميزانيات، والتأكد من أن المؤسسة تمتثل للوائح والقوانين ذات الصلة، وتتضمن مبادئ هذه الإدارة الشفافية والمساءلة والمسؤولية الاجتماعية.
إدارة الشركات
وهي الإدارة التي تهتم بتطوير وتنفيذ السياسات وإدارة الميزانيات واتخاذ القرارات الاستراتيجية المناسبة التي تدفع الشركة إلى النجاح، وتركز هذه الإدارة على الربحية والموازنة بين مصالح أصحاب المصلحة من المساهمين والعملاء والموظفين وغيرهم مع الحفاظ على الصحة المالية للشركة واستدامتها، ومن أمثلة هذا النوع من الإدارة: إدارة الشركات الكبيرة مثل جوجل، أمازون وما شابه.
إدارة المبيعات
وفيها يكون الشخص مسؤولًا عن تخطيط وتنفيذ ومراقبة البرامج الخاصة بالمبيعات، فضلًا عن مسؤوليته عن تدريب وتحفيز وتقييم فريق العمل في هذا القسم.
الإدارة التسويقية
يتطلب قسم تسويق المنتجات أو الخدمات تنظيم وتوجيه كافة الأنشطة التسويقية، إضافةً إلى عملية التسعير والترويج من خلال الحملات الإعلانية، واستهداف العملاء.
إدارة الرعاية الصحية
تتمثل مهام إدارة الرعاية الصحية في تنسيق الموارد في مؤسسات الرعاية الصحية مثل المستشفيات والعيادات والمراكز الطبية ودور رعاية المسنين، والإشراف على العمليات اليومية للمؤسسات وتوفير الموارد اللازمة، من المعدات والمستلزمات الطبية واتخاذ القرارات الاستراتيجية التي تضمن تحقيق أهدافها وتحسين جودة خدمات الرعاية المقدمة للمرضى، وأنه يتم تقديمها بطريقة آمنة وفعالة.
الإدارة الحكومية
ويُقصد بها تنسيق الموارد في المؤسسات الحكومية على اختلاف مستوياتها، بما في ذلك تنفيذ السياسات وإدارة الميزانيات والإشراف على العمليات بهدف خدمة المصلحة العامة وتحقيق أهداف الحكومة، ومن أمثلة الإدارة الحكومية إدارة المؤسسات مثل وزارة الصحة ووزارة التعليم وغيرها.
ختامًا، وبعد جولتك عزيزي القارئ حول ما يتعلق بـ مفهوم الإدارة وخصائصها، يجدر بنا أن نؤكد أن كل نوع من أنواع الإدارة له مجموعة من المتطلبات والأهداف الخاصة به، كما يحتاج إلى نهج خاص لتحسين الأداء وتحقيق النتائج المرجوة.
وهناك العديد من الطرق التي تساعد الإدارة بشكل عام على تحسين الأداء منها على سبيل المثال: تحديد الأهداف بوضوح للموظفين، وتحسين عمليات التواصل معهم، وتقديم التدريب المناسب لهم لتطوير مهاراتهم، وتحسين بيئة العمل ومستوى الرضا الوظيفي، فضلًا عن الاستثمار في التكنولوجيا وتحديث الأنظمة والبرامج التي تساهم في زيادة الإنتاجية وتحسين الأداء، وتحليل الأداء وتقييمه بشكل دوري وتحديد نقاط القوة والضعف.
بقي أن نذكر أن القاسم المشترك بين جميع أنواع الإدارة هو القدرة على تنسيق الموارد بالشكل الذي يزيد من فعالية وكفاءة المنشأة ويعزز أهدافها وغاياتها، الأمر الذي يؤكد لنا أن نجاح الإدارة يعني نجاح المنشأة، لذا يبحث أصحاب المنشآت دائمًا عن المتخصصين من أصحاب الخبرات والكفاءات في هذا المجال.