أثار ضغوط العمل على أداء العاملين

 

أثار ضغوط العمل على أداء العاملين يجب أن يلقى اهتمام كافة المؤسسات، فأداء الموظفين يعد أمرا بالغ الأهمية لنجاح أي منظمة، وبالتالي سيؤدي تقصير المنشأة في الانتباه لتلك الآثار وقياسها إلى تعريضها للفشل في الوصول لأهدافها.

 

[Sommaire]

 

أنواع ضغوطات العمل في المؤسسات

 

قبل التطرق إلى أثار ضغوط العمل على أداء العاملين يجب أولا التعرف على أنواع الضغوطات التي يواجهها الموظفون في المنشآت المتنوعة، والتي يترتب عليها أثار سلبية تؤثر على أداء الموظفين وتعرقل مسيرتهم المهنية.

فمن المعروف أنه لا يخلو أي مكان عمل من التحديات والضغوط التي تكون بدرجات متفاوتة، والتي تؤثر على أداء الموظفين كلما كانت تلك لضغوطات كبيرة ومستمرة، ويمكن تلخيص تلك التحديات والضغوطات في النقاط التالية:

 

  • الحصول على أجور منخفضة لا تتناسب مع حجم الأعمال التي يقوم بها الموظف.
  • ضعف فرصة الموظف في التقدم والنمو الوظيفي الذي يؤهله لاكتساب خبرات تمكنه من التدرج الوظيفي.
  • وجود أعباء وظيفية مفرطة بصورة مستمرة مع ضعف الدعم من قبل المسؤولين.
  • تعجيز الموظف من خلال مطالبته بمهام متضاربة من قبل الإدارة أو وضع توقعات أداء ليست واضحة ويصعب الوصول إليها.

 

ويتولد عن تلك الضغوطات مجموعة من الأعراض والظواهر النفسية والصحية التي يشعر بها الموظف نتيجة عجزه عن التأقلم مع التغيرات الطارئة في بيئة العمل وعدم القدرة على الوفاء بأعباء العمل الكثيرة في المواعيد النهائية.

 

أعراض ضغوط العمل على الموظفين

 

ينتج عن تعرض الموظف لضغط العمل بصورة مستمرة إلى إصابته بمجموعة من الأعراض الصحية والسلوكية التي لا يترتب عنها أثار ضغوط العمل على أداء العاملين فقط، بل إنها تمتد إلى حياته الشخصية وتعاملاته مع الآخرين، ويمكننا تلخيص تلك الأعراض في النقاط التالية:

 

  • العصبية والانفعال الزائد نتيجة الشعور بالاكتئاب.
  • الانطواء وعدم الرغبة في التواصل مع الآخرين من زملائه في العمل أو المديرين.
  • عدم القدرة على التركيز والشعور بالكسل والخمول، وعدم الرغبة في الاهتمام والشعور باللامبالاة في العمل.
  • التهرب من العمل والشعور بعدم القدرة على تنفيذ المهام الموكلة عليه نتيجة فقدان الثقة بالنفس.
  • الإصابة بمجموعة من المشكلات الصحية كالتوتر والقلق واضطرابات النوم والاكتئاب وفقدان الوزن والخمول.

 

هذه الأعراض تؤثر بشكل كبير على أداء الموظفين وتعرقلهم عن تنفيذ مهامهم والتغلب على ضغوطات العمل التي تقع على عاتقهم والعجز عن الانتهاء منها في الوقت المحدد.

 

أثار ضغوط العمل على أداء العاملين

 

تعرض الموظفون لضغوطات العمل بصورة مستمرة يتولد عنه العديد من الآثار السلبية التي تؤثر على حياتهم المهنية وأدائهم في العمل، ومن التأثيرات السلبية المترتبة على ضغط العمل وزيادة إجهاد العاملين ما يلي:

 

أولا: شعور الموظف بالإرهاق

 

ضغوطات العمل المستمرة يجعل الموظف يبذل مجهودا أكبر لأداء المهام المتنوعة، وبالتالي الشعور بالتعب والإرهاق الذي يتولد عنه الإخفاق في العمل وعدم القدرة على المحافظة على مستوى إنتاجيتهم.

 

ثانيا: عدم ولاء الموظف لمكان العمل

 

قيام المؤسسة بفرض أعمال إضافية على موظفيها بصورة مستمرة دون أي حوافز سيولد لدى العاملين الشعور بالملل وعدم الشعور بالأمان والتقدير من قبل المسؤولين في مكان العمل، وبالتالي ضعف الولاء الوظيفي لمكان العمل، الأمر الذي ينعكس على أدائهم الوظيفي نتيجة لفقدان حرصهم على إنجاز مهامهم على أكمل وجه.

 

ثالثا: عدم الرضا الوظيفي

 

الضغط المستمر في العمل ينتج عنه عدم الرضا الوظيفي وبالتالي انخفاض أداء الموظفين واضطرارهم إلى التغيب بصفة مستمرة نتيجة لعدم وجود محفزات تشجعهم على الحضور، وفي حال استمرار ضغوطات العمل لوقت أطول فذلك سيزيد من معدل دوران الموظفين نتيجة لعدم الرضا الوظيفي آملون في البحث عن مكان عمل أفضل يراعي متطلباتهم.

 

رابعا: صراعات العمل وقلة التعاون

 

من أثار ضغوط العمل على أداء العاملين قلة التعاون مع فريق العمل بأكمله، ونشوء العديد من الصراعات في محيط العمل نتيجة الاتسام بالعدوانية وعدم القدرة على التواصل الفعال بين الموظفين وبعضهم البعض، الأمر الذي يعرقل سير العمل داخل المؤسسة ويؤدي إلى إضاعة الوقت في نزاعات العمل والتكاسل عن تنفيذ المهام وبالتالي انخفاض الأداء.

 

خامسا: التأثير على صحة ورفاهية الموظف

 

الضغوطات المرتبطة بالعمل لا تتعلق أثارها على أداء الموظف في العمل فقط وإنما تمتد إلى الحياة الشخصية للموظف فاستمرار التوتر المتعلق ببيئة العمل المجهدة سيؤثر سلبا على صحة الموظف وعلى رفاهيته، ويسبب له العديد من المشاكل الصحية كالأرق والقلق وضعف المناعة وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والإصابة بالاكتئاب الأمر الذي يؤثر على أدائه الشخصي والوظيفي.

 

كيفية التعامل مع ضغوطات العمل؟

 

لا يمكن لأي مؤسسة تجنب ضغوطات العمل وإنما يمكن أن تسيطر على مستوى استجابتها لدرء الآثار المترتبة على ذلك، وحتى نتمكن من تجنب أثار ضغوط العمل على أداء العاملين فإنه يجب على المؤسسات المتنوعة معالجة تلك الآثار السلبية من خلال التخطيط الجيد لتخطي كافة ضغوطات العمل، وخلق بيئة عمل متعاونة وقائمة على التحفيز والتشجيع، وذلك عن طريق القيام بمجموعة من الخطوات التي تمكنها من تعزيز أداء الموظفين بطريقة غير مباشرة مثل القيام بالآتي:

 

  • إعداد برامج تدريبية متعلقة بالإرشاد النفسي لتوعية العاملين بكيفية السيطرة على مضايقات العمل وكافة أنواع الضغوطات التي يمكن أن يتعرض لها الشخص في مكان العمل.
  • الاهتمام بالحوافز والمكافآت المادية والمعنوية التي تشجع العاملين على أداء مهامهم وبذل المزيد من الجهود للوصول للأهداف التي تضعها الشركة والاستفادة من تلك الحوافز.
  • الاهتمام بترقيات الموظفين ومساعدتهم على اكتساب خبرات العمل التي تؤهلهم إلى التدرج الوظيفي والتخطيط لمسارهم الوظيفي.
  • تعزيز مشاركة الموظفين والاهتمام بشكل أكبر بالجوانب الإنسانية لكافة العاملين وإشراكهم في اتخاذ القرارات التي تتعلق بهم، الأمر الذي سيرفع من معنوياتهم ويعزز من ولائهم تجاه مكان العمل، وبالتالي زيادة إنتاجيتهم.
  • عقد اجتماعات بصفة مستمرة والنظر في مشاكلهم التي يواجهونها في العمل، والتعرف على أثار ضغوط العمل على أداء العاملين وإيجاد حلول لها تراعي طبيعة العمل وظروف الموظف.
  • تحديد الأدوار لكل موظف وتوضيح مهامه والمسؤوليات المطلوبة منه لتجنب حدوث أي تضارب أو صراعات في الأدوار.
  • تطوير مهارات العاملين بشكل مستمر حتى يتمكنوا من مواكبة كافة التغيرات التي تطرأ على محيط العمل وكيفية التعامل مع كافة الضغوطات المتنوعة.
  • التعرف على كافة المصادر التي تتسبب في حدوث ضغوط العمل ومحاولة إيجاد حلول للتخفيف مها والحد من أثارها.

 

وكلما تمكنت المنشأة من امتصاص غضب الموظفين وراعت جهودهم المبذولة، كلما استطاعت درء أي أثار قد تنتج عن تلك الضغوطات التي تقع على العاملين وتحويلها إلى محفزات لزيادة جهود الموظفين برضاهم، الأمر الذي يؤثر إيجابيا على أدائهم بالعمل وتعزيز انتاجيتهم.

في الأخير يمكننا القول بأن انتاجية أي مؤسسة تعتمد بشكل أساسي على أداء العاملين بها ومدى إدارتهم لأوقاتهم ومستوى تركيزهم على المهام الموكلين بها، وبالتالي عند حدوث ضغوطات كبيرة في الشركة فسيتولد عنها أثار ضغوط العمل على أداء العاملين والتي تؤثر سلبيا على العمل نتيجة تعرقل الموظفين عن إتمام المهام المحددة في المواعيد النهائية، لذا لا بد لكافة المنشآت الانتباه إلى كافة الضغوطات التي تؤثر على أداء الموظف ومساعدته في التغلب عليها للحفاظ على أدائه الوظيفي وتعزيز ولائه تجاه العمل.

اكتشف مقالات مشابهة

إنه وقت تحديث
عمليات الموارد البشرية
و تكنولوجيا المعلومات

هل أنت مستعد لتسهيل عمليات الموارد البشرية
و تكنلوجيا المعلومات داخل شركتك ?

احصل على نسخة تجريبية