أسباب داعية إلى الاستثمار في إدارة المواهب داخل الشركة
في عالم الأعمال اليوم، تمثل إدارة المواهب البشرية أساساً حاسماً في تحسين الأداء وتحقيق النجاح. فالعاملون هم القوة الدافعة والمحركة لأية شركة تنشط في سوق العمل، وهم الذراع الأيمن للمديرين والرؤساء في تحقيق الأهداف المرجوة. لذلك فإن الاستثمار في إدارة المواهب يعتبر أمراً حاسماً لنجاح الشركة. فما هي أسباب داعية إلى الاستثمار في هذا المجال؟ دعونا نستكشف ونناقش معاً بعض هذه الأسباب ونوضح مدى أهميتها لتحقيق أهداف الشركة.
[Sommaire]
ما هو القصد من إدارة المواهب (Talent Management)؟
المعنى من إدارة المواهب أو ما يعرف بـ (Talent Management) هي النظم أو الوسائل التي تستخدمها المؤسسات والشركات لتوظيف واستقطاب الموظفين وتعيينهم وتطويرهم والاحتفاظ بهم بفعالية بالإضافة الى تحفيز وتشجيع الموظفين ذوي الأداء العالي.
وقد ظهر مفهوم إدارة المواهب أول مرة في أواسط التسعينات من القرن الماضي، حيث نشرت شركة ماكينزي بحث يتناول إدارة المواهب في الشركات عام 1997، وصدور كتاب حرب من أجل المواهب (The War for Talent) عام 2001.
وتقوم إدارة المواهب على اتباع أسس واستراتيجيات فريدة تحاول من خلالها الارتقاء بالعامليين العاديين ليصيحوا موظفين استثنائيين يتخطون التوقعات، وذلك يساعد الشركات في تحقيق أهدافها وتميزها في سوق العمل.
دور الموارد البشرية في إدارة المواهب
يعتبر إدارة المواهب من الوظائف الأساسية للموارد البشرية، حيث تهدف إلى تحسين الإبداع والتنافس بين الشركات والمؤسسات في سوق العمل.
ولأنها تعتبر عملية استراتيجية مستمرة، فإنها تستدعي اهتمامًا خاصًا بالموظفين وفرق العمل في الشركات.
يستخدم مديرو الموارد البشرية مهاراتهم وخبراتهم لجذب المواهب البشرية الفائقة للعمل مع الشركة، وحتى يتم الاستفادة من هذه المواهب، فإنها تحتاج إلى تطويرها وحفاظ على حماسها في عملها مع الشركة. هذا يحفظ جودة الأداء ويضمن استمرارية عملهم مع الشركة.
كما أصبحت الشركات تبحث عن المواهب البشرية المتواجدة في سوق العمل لتوظيفهم والعمل على تطوير إدائهم وحفاظ عليهم في الشركة.
ولهذا أصبحت إدارة المواهب أمر ضروري ومهم لدى العديد من الشركات والمؤسسات.
أسباب داعية إلى الاستثمار في إدارة المواهب داخل الشركة
يعد فريق العمل هو العامل الأساسي لنجاح الشركة، لذلك لابد من الاستثمار في مجال إدارة المواهب، والعمل على توظيف الموظفين المميزين، والعمل على تطوير قدراتهم داخل الشركة.
سنتحدث عن الأسباب الداعية للاستثمار في إدارة المواهب، وهي كالاتي:
زيادة ربحية الشركة
تعتبر إدارة المواهب واحدة من أهم العوامل التي تؤدي إلى زيادة ربحية الشركة. فالتركيز على جذب الموظف الموهوب ثم تطويره واحتفاظه بالعمل تؤثر بشكل إيجابي على الأداء العام للشركة.
جذب المواهب
الهدف من إدارة المواهب هو تحفيز وتطور طاقات ومهارات الموظفين، والعمل على رفع مستوى أدائهم لتطويرهم وتحقيق أهداف الشركة. كما يستطيع أصحاب العمل الاحتفاظ بالموظفين الموهوبين والأكثر تميزاً، وذلك من خلال إعطائهم الفرصة للتطور والإبداع.
تحسين سمعة الشركة
إذا كانت الشركة تعمل على تطوير المواهب الداخلية، فسيكون لديها سمعة جيدة في السوق كشركة تهتم بموظفيها وتسعى دائماً لتطويرهم ودعمهم.
زيادة الإنتاجية
الموظفون الموهوبون عادةً ما يعملون بجهد أكبر ويساهمون في زيادة الإنتاجية وتحسين جودة الإنتاج داخل الشركة.
توفير التكاليف
بدلاً من البحث عن موظفين جدد وتوظيفهم وتدريبهم، يمكن للشركة تطوير موظفيها الحاليين وتحويلهم إلى موظفين موهوبين في الفريق الناجح.
تنمية القدرات
يساعد تنمية المواهب داخل الشركة على تطوير مهارات الموظفين وفرص الترقية، والتي يمكن أن تجذب الموظفين الموهوبين وتساعد في احتفاظهم بداخل الشركة.
تحقيق أهداف استراتيجية
يمكن لإدارة المواهب داخل الشركة أن تساعد في تحقيق الأهداف الاستراتيجية للشركة عن طريق توجيه الأداء الفردي للموظفين في اتجاه تحقيق أهداف الشركة الكبرى.
تنافسية أكبر
تساعد إدارة المواهب داخل الشركة في جذب الموظفين الموهوبين والاحتفاظ بهم، كذلك يحفز روح التنافس لدى الموظفين القدامى لتطوير من أنفسهم لتحقيق النجاح لفريق العمل. وكل ذلك يمنح الشركة تنافسية أكبر في السوق أمام منافسيها.
أهم النماذج لإدارة المواهب في الشركات والمؤسسات
نموذج شريك العمل
يتميز هذا النموذج بأنه يعتمد على توظيف الموهوبين وتطويرهم لتحقيق الأهداف الاستراتيجية للشركة. ويتضمن تقديم دورات تدريبية وتطويرية للموظفين لزيادة مهاراتهم وقدراتهم. كما يمكن للشركة أن تجري تقييمات دورية للموظفين لمعرفة مجالات تحسين أدائهم.
نموذج المسار الوظيفي
يعمل هذا النموذج على تقديم آلية لتطوير الموظفين وتحفيزهم لتحسين أدائهم وزيادة رضاهم عن العمل. يتضمن تحديد طرق لتقديم فرص الترقي في الوظائف وتوفير خطط تطويرية شخصية وتدريبات.
نموذج الأداء
تركز هذه النموذج على تحسين أداء الموظفين من خلال التوجيه والإرشاد والتدريبات المناسبة. ويتميز بتقديم نظام متابعة وتقييم للأداء للموظفين، مما يساعد على تلفيق الخطط التطويرية.
نموذج إدارة المواهب التكاملية
يعمل على دمج جميع النماذج المذكورة لتحقيق أفضل نتائج لإدارة المواهب. يتضمن النموذج توظيف الموهوبين وتحديد الطرق الأنسب لتطويرهم وزيادة أدائهم الوظيفي بشكل دوري.
نموذج تحليل الأداء للموظفين
يقوم هذا النموذج على تحليل مهارات وقدرات الموظفين واحتياجات الشركة، وتحديد المعايير اللازمة لضمان أفضل أداء للموظفين. يتضمن النموذج تصميم خطط تطويرية وتدريبية لكل موظف بناءً على المهارات اللازمة.
بالتأكيد ستتطلب الإدارة المثالية للمواهب العمل على المزج بين هذه النماذج والعمل على التوفيق بينهم لتحقيق أهداف الشركة المحددة.
ما هي استراتيجيات إدارة المواهب
تحديد الأهداف الإستراتيجية: يجب على الشركة تحديد أهدافها الإستراتيجية بشكل واضح ومحدد لكي تصمم استراتيجية إدارة المواهب التي تتناسب مع أهدافها، وتساعد على تحقيقها.
تدريب الموظفين: يجب على الشركة توفير التدريب والتطوير المناسب للموظفين لتحسين مهاراتهم، وزيادة أدائهم في العمل.
إدارة الأداء: يجب على الشركة إعداد نظام لتقييم أداء الموظفين بشكل دوري، ومنحهم التعليقات والملاحظات اللازمة لتحسين أدائهم.
تطوير القيادات: يجب على الشركة تطوير القيادات الواعدة بعرضهم لبرامج التدريب والمساعدة في النمو الوظيفي، مما يتيح فرصة للقادة المستقبليين لتولي المناصب الرفيعة في المؤسسة.
تحفيز الموظفين: يجب على الشركة توفير بيئة عمل إيجابية وتحفيزية للموظفين، وبناء ثقافة عمل تحفز الموظفين على تقديم الأداء الممتاز.
تخطيط خطط الاستمرارية: يجب على الشركة وضع خطط للاستمرارية في المؤسسة، لتفادي تداعيات فقدان الموظفين المهمين وتأمين استمرارية العمل، وتنظيم برامج متخصصة لتدريب الموظفين وتأهيلهم لتحمل المسؤولية في حالة الحاجة.
توظيف التقنيات: يجب على الشركة استخدام التقنيات الحديثة في مجال إدارة المواهب، واستخدام الأنظمة الرقمية لإدارة ملفات وتحليل بيانات الموظفين، وتبسيط العمليات اليومية.
الاهتمام بالتنوع والشمولية: يجب على الشركة التركيز على تشجيع التنوع والشمولية في عملية تجنيد الموظفين وتطويرهم، من خلال الاهتمام بالعلاقات العامة والتعاون مع المجتمعات المحلية، والحفاظ على بيئة عمل متنوعة وشاملة للجميع.
التعاون مع الشركات الخارجية: يجب على الشركة التعاون مع الشركات الخارجية المتخصصة في مجالات مختلفة، لتحسين إدارة المواهب بما يتناسب مع احتياجات الشركة وأهدافها.
هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية المقال، حيث تناولنا الحديث عن مدى أهمية الاستثمار في إدارة المواهب في الشركات والمؤسسات، على أمل أن تستفيدوا من هذه المعلومات للعمل على تطوير استراتيجيات إدارة المواهب في شركتكم.
اكتشف مقالات مشابهة
إنه وقت تحديث
عمليات الموارد البشرية
و تكنولوجيا المعلومات
هل أنت مستعد لتسهيل عمليات الموارد البشرية
و تكنلوجيا المعلومات داخل شركتك ?