اصابات العمل وأمراض المهنة بالكويت هو أمر هام اهتم به من قبل قانون العمل الكويتي ولم يهمله. إذ أن تعويض إصابات العمل في قانون العمل الكويتي له أهمية كبيرة فهو يحمي حقوق العاملين في الصحة والسلامة المهنية ويشجع أصحاب الأعمال على تحسين بيئة وشروط العمل. كذلك يخفف الأثر السلبي لإصابات العمل على صحة ورفاهية وإنتاجية وجودة وكفاءة العاملين ويقلل التكاليف الاقتصادية والاجتماعية لإصابات العمل على المجتمع. سنتناول في ثنايا المقال كل ما هو هام بخصوص اصابات العمل وأمراض المهنة بالكويت وتفاصيل التعويض.
[Sommaire]
ما هي اصابات العمل؟
إصابات العمل هي تلك الاصابات التي تحدث للعامل أثناء تأدية عمله وبسببه وتؤدي إلى الوفاة أو العجز الكامل أو العجز الجزئي. وإن اصابات العمل تشكل خطراً على صحة وسلامة العامل وتؤثر على إنتاجيته ورفاهيته. لذلك، يجب حماية حقوق العامل من خلال التعويض عن اصابات العمل وأمراض المهنة بالكويت وفقاً لأحكام قانون العمل الكويتي والقرارات واللوائح المنفذة له.
اصابات العمل في قانون العمل الكويتي
في الكويت، ينظم قانون العمل رقم 6 لسنة 2010 حقوق وواجبات صاحب العمل والعامل في حالة إصابة العمل. يلزم هذا القانون صاحب العمل بإبلاغ وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل عن أي إصابة تحدث لأي من عماله خلال 48 ساعة من وقوعها. كما يلزمه بتأمين عماله ضد إصابات العمل لدى شركات التأمين المرخص لها. ويحق للعامل المصاب بالحصول على التعويض المناسب عن إصابته بالإضافة إلى نفقاته الطبية والدوائية.
واصابات العمل وأمراض المهنة بالكويت تخضع لأحكام المادة 65 من قانون العمل، التي تنص على أن للعامل المصاب أو لورثته حق التعويض عن إصابات العمل حسب جدول صادر بقرار من وزير الشؤون الاجتماعية والعمل. ولا يستحق التعويض إذا ثبت من التحقيق أن إصابة العامل كانت متعمدة أو ناتجة عن سوء سلوك فاحش من جانبه. كما يخضع لأحكام هذه المادة أيضاً المصاب بأحد أمراض المهنة المحددة في قرار من وزير الشؤون الاجتماعية والعمل.
إجراءات العلاج والأجر عند حدوث إصابات العمل
إذا أصيب العامل في مكان عمله أو أثناء ذهابه إليه أو رجوعه منه فإن له الحق في تلقي الرعاية الطبية في أي من المستشفيات الحكومية أو الخاصة التي يختارها صاحب العمل. وهذه إجراءات العلاج:
- الطبيب المعالج هو المسؤول عن تحديد مدة العلاج والعجز الناتج عن الإصابة وإذا اختلف الرأي في ذلك يتم إحالة الأمر إلى وزارة الصحة للفصل فيه.
- صاحب العمل هو المسؤول عن دفع كافة نفقات العلاج بما في ذلك الدواء والمواصلات.
- العامل المصاب يستمر في استلام أجره بالكامل خلال فترة العلاج التي يقررها الطبيب وإذا تجاوزت فترة العلاج ستة أشهر يحصل على نصف أجره فقط حتى يشفى أو يثبت عجزه أو يموت.
التعويض عن إصابة العمل
التعويض عن إصابة العمل هو المبلغ المالي أو المستحقات المادية التي يدفعها صاحب العمل للعامل المصاب أو ذويه في حالة وفاته كتأديب له على خسارة صحته أو حياته أو قدرته على العمل. وهذا التعويض يختلف عن راتب التغطية أو المرضية التي هي مدفوعات شهرية تستحق للعامل خلال فترة علاجه من إصابة العمل.
وقد حدد قانون المدني رقم 67 لسنة 1980 قيمة الدية ب10,000 د.ك. ولكن يجوز تغير هذه القيمة بقرار من مجلس الأمة. كما صدر مرسوم بجدول للديات بلائحة حالات استحقاق الدية كاملاً أو جزئياً.
حالات يسقط فيها حق العامل في حصوله على تعويض إصابة العمل
هناك بعض الحالات التي يفقد فيها العامل حقه في التعويض، وهي كالتالي:
- في حالة ثبت أن هذا العامل قد قام بإصابة نفسه عمداً.
- إذا ثبت أن هذه الإصابة قد حدثت بسبب سوء سلوك فاحش ومقصود من العامل نفسه.
- في حال ثبت أن العامل قد خالف ما هو منصوص عليه من التعليمات الخاصة بالوقاية من أخطار العمل المعلقة في مكان العمل.
- ولكن هذه الحالات لا تسقط حق العامل في التعويض إذا نشأت عن الإصابة وفاة العامل أو تخلف عجزاً مستديماً تزيد نسبته عن 25% من العجز الكلي.
إجراءات التعويض عن إصابات العمل
من الهام والضروري أن يكون كافة العمال على دراية بماهية إجراءات التعويض عن إصابة العمل. وهذه هي الخطوات التي يجب اتباعها للحصول على التعويض:
- عمل تحقيق بشأن حادث إصابة العمل يبين ظروف وقوعه ومسؤولية صاحب العمل والعامل.
- تحويل العامل المصاب إلى المستشفى لتلقي الإسعافات والرعاية والتشخيص والتقرير.
- تحويل العامل المصاب بعد علاجه إلى المجلس الطبي لتقدير نسبة ومدى وطبيعة وأثر ومدى استمرارية وشفاء أو استدامة عجزه.
أمراض المهنة في قانون العمل الكويتي
أمراض المهنة هي الأمراض التي تنتج عن التعرض لعوامل ضارة في بيئة العمل مثل المواد الكيميائية، الأشعة، الضوضاء، الحرارة، البرد، الغبار، الإجهاد، الجهد البدني، التلوث البيولوجي إلخ. تؤثر هذه الأمراض على صحة وسلامة وإنتاجية العاملين، وتزيد من التكاليف الاقتصادية والاجتماعية للمجتمع.
في الكويت، هناك قانون رقم 6 لسنة 2010 بشأن حقوق العمال والقانون رقم 44 لسنة 1964 بشأن التأمينات الاجتماعية اللذان يحددان مسؤولية صاحب العمل في حماية العاملين من أخطار العمل وتعويضهم عن إصاباتهم أو أمراضهم المهنية. كما يوجد مرسوم وزاري رقم 230 لسنة 2008 بشأن قائمة الأمراض المهنية والفحوصات الطبية المطلوبة للعاملين في بعض المهن.
أمثلة على أمراض المهنة في قانون العمل الكويتي
بعض الأمثلة على أمراض المهنة التي يمكن أن تصيب العاملين في الكويت هي:
- التهاب الشعب الهوائية والربو والسرطان الرئوي نتيجة استنشاق الغبار أو الدخان أو المبيدات أو المذيبات أو المعادن أو الأسبستوس.
- التهابات الجلد والحساسية والأكزيما نتيجة التلامس مع المواد المهيجة أو المحسسة أو المسببة للحروق.
- التهابات العين والإصابات بالشبكية والإصابات بالإشعاع نتيجة التعرض للضوء الساطع أو الأشعة فوق البنفسجية أو الأشعة تحت الحمراء أو الأشعة سينية.
- فقدان السمع والصداع والإجهاد نتيجة التعرض للضوضاء المستمرة أو المفاجئة.
- ارتفاع ضغط الدم وأزمات قلبية وسكتات دماغية نتيجة التعرض للحرارة أو البرد أو التغيرات المفاجئة في درجة حرارة الجسم.
- اضطرابات الجهاز الهضمي والكلى والكبد نتيجة تناول ماء ملوث أو مأكولات فاسدة.
- اضطرابات الجهاز العصبي والذاكرة والانتباه نتيجة التعرض للمواد السامة أو الإجهاد النفسي أو الجهد العقلي.
- إصابات العظام والمفاصل والعضلات والأوتار نتيجة الحركات المتكررة أو الخاطئة أو القوية أو الحمل الثقيل.
إجراءات الوقاية من أمراض المهنة في الكويت
للوقاية من أمراض المهنة، يجب على صاحب العمل اتخاذ التدابير اللازمة لتحسين بيئة العمل وشروطه، مثل:
- تقييم المخاطر والتحكم فيها بالطرق المناسبة مثل التهوية والتبريد والتدفئة والإضاءة والحماية من الإشعاع والضوضاء والغبار.
- توفير المعدات والأدوات والآلات المناسبة لطبيعة العمل وصيانتها بشكل منتظم.
- توفير الملابس والأحذية والقفازات والنظارات والأقنعة وغيرها من معدات الحماية الشخصية للعاملين.
- تنظيم ساعات العمل وفترات الراحة والإجازات بما يتناسب مع متطلبات الصحة والسلامة.
- تدريب العاملين على كيفية استخدام المعدات والأدوات والآلات بشكل صحيح وآمن.
- تثقيف العاملين عن المخاطر المحتملة في بيئة العمل وكيفية التصرف في حالة حدوث حادث أو إصابة.
- توفير خدمات طبية وصحية للعاملين، مثل الفحوصات الدورية والإسعافات الأولية والإحالة إلى المستشفيات عند الضرورة.
- تسجيل حوادث العمل وأمراض المهنة وإبلاغ الجهات المختصة عنها.
وفي النهاية نستنتج أن اصابات العمل وأمراض المهنة بالكويت هي مسؤولية مشتركة بين صاحب العمل والعامل، فكلاهما يجب أن يحافظ على سلامة وصحة بيئة العمل، وأن يتبع التدابير الوقائية والتحذيرية، وأن يطلع على حقوقه وواجباته القانونية.