الدوام الجزئي في نظام العمل السعودي

الدوام الجزئي في نظام العمل السعودي تم تنظيمه بشكل دقيق من خلال مجموعة من الأحكام واللوائح التنظيمية التي يتم تطويرها وتعديلها بصفة مستمرة من أجل ضمان حقوق العمال وأصحاب الأعمال وذلك في ظل الطلب المتزايد على العمل وفقا لهذا النوع من العقود. بالإضافة إلى ذلك، تم مؤخراً إدخال تعديلات جديدة لتعزيز حماية العاملين في هذا النظام وتوفير المزيد من المرونة لهم، مما يساعد في تحسين التوازن بين العمل والحياة الشخصية.

إلا أنه توجد مجموعة متنوعة من الشروط والأحكام التي يجب أن يلتزم بها الموظفون وأصحاب الأعمال عند العمل بنظام العمل الجزئي، وذلك منعا لحدوث أي نزاعات بين الطرفين أو تعريض أي طرف للمساءلة القانونية. تشمل هذه الشروط أيضاً تحسينات في إجراءات السلامة والصحة المهنية لضمان بيئة عمل آمنة ومريحة لجميع العاملين.

[Sommaire]

الدوام الجزئي في نظام العمل السعودي

أتاح القانون السعودي للعمالة السعودية إمكانية العمل بالنظام الجزئي أو ما يعرف بساعات العمل المرنة والتي تمكنهم من تحديد عدد ساعات العمل التي يرغبون في العمل خلالها بالمؤسسة، وذلك بالاتفاق مع صاحب العمل، كما يتم تحديد الأجر بالساعة الفعلية وذلك على حسب المهام الموكلة للعامل.

وفي إطار تحسين هذا النظام، تم مؤخراً إضافة برامج تدريبية وتطويرية للعمالة التي تعمل بنظام الدوام الجزئي، بهدف تعزيز مهاراتهم وزيادة فرصهم في الحصول على وظائف أفضل في المستقبل. كما تم تطبيق أنظمة رقابية جديدة لضمان الالتزام بالقوانين واللوائح من قبل أصحاب الأعمال.

ويساعد هذا النظام في رفع إنتاجية المؤسسات المتنوعة وتوفير فرص عمل بشكل أكبر للمواطنين فضلا عن تحسين دخل للعمالة الوطنية من خلال العمل في أكثر من مؤسسة في وقت واحد، كما تحمي أصحاب الأعمال من عقود العمل طويلة الأمد والتي يترتب عليها العديد من الالتزامات تجاه العمال وخاصة إذا كانت طبيعة العمل موسمية.

شروط العمل بدوام جزئي في نظام العمل بالمملكة

توجد مجموعة من الشروط التي تم تحديدها في نظام العمل السعودي بخصوص قواعد الدوام الجزئي والتي يجب أن تتوافر في أي مكان عمل يقوم بتشغيل عمالة سعودية بنظام جزئي، يمكن تلخيصها في النقاط التالية:

• يشترط أن تكون عدد ساعات العمل التي يعمل بها العامل بشكل جزئي تعادل نصف ساعات العمل العادية في المؤسسة.
• الدوام الجزئي في نظام العمل السعودي مقصور على العمالة السعودية فقط، فلا يحق للعمالة الأجنبية الاستفادة من هذا النظام.
• يجب الاتفاق بين صاحب العمل والعامل على ساعات العمل في العقد، بالإضافة إلى تحديد أجر الساعة، كما يجوز للطرفين الاتفاق على تعديل عدد الساعات الخاصة بالعمل مستقبلا.
• لا يجوز أن يعمل الشخص أكثر من 95 ساعة خلال الشهر الواحد في المؤسسة الواحدة.
• يعمل العامل وفق نظام العقد المرن بأجر الساعة ويمكنه الحصول على راتبه بشكل شهري أو وفقا لما تم الاتفاق عليه بين الطرفين.

التزامات صاحب العمل بخصوص الدوام الجزئي في نظام العمل السعودي

يقع على عاتق أصحاب الأعمال مجموعة من الالتزامات التي يجب عليه القيام بها، بالإضافة إلى بعض الأحكام التي من الضروري عليه اتباعها حتى لا يتعرض لأي مساءلات أو نزاعات قانونية، ويمكن تلخيصها في الآتي:

• لا يحق لصاحب العمل السماح للفئات العمرية الأقل من 18 عاما أو الأكبر من 65 سنة العمل وفق هذا النوع من العقود.
• صاحب العمل غير ملتزم بتعويض العمال عن إجازات العمل المدفوعة.
• رب العمل ملتزم بتشغيل العمالة السعودية فقط في العمل الجزئي ولا يجوز له تشغيل العمالة الأجنبية وفقا لهذا النظام.
• يلتزم أصحاب الأعمال بتسجيل العاملين الجزئيين في التأمينات الاجتماعية ولكن بشرط أن يجمع الموظف ما يعادل 168 ساعة عمل فعلية خلال الشهر الواحد وذلك من أجل احتساب الاشتراك الشهري في المعاشات.
• يجب أن يراعي أصحاب الأعمال كافة الإجراءات الخاصة بالسلامة والصحة المهنية تجاه عماله.
• لم يلزم القانون أرباب الأعمال بالتأمين الصحي على العمالة الجزئية، كما أنه لا يلتزم بتقديم مكافآت نهاية الخدمة بالنسبة للعمالة التي تعمل بنظام الساعة.
• يلتزم صاحب العمل بتعيين العاملين الجزئيين على حسب النسبة التي تحددها الوزارة من خلال البوابة الإلكترونية الخاصة بهذا النظام.
• لا يحق لرب العمل إخضاع الموظف إلى فترة تجربة وذلك على عكس العمالة الدائمة.

الحقوق والامتيازات التي يحصل عليها العامل بدوام جزئي

نص نظام العمل السعودي على مجموعة من الحقوق والامتيازات التي يحصل عليها العامل بنظام جزئي، يمكن تلخيصها فيما يلي:

• لن يخضع العامل وفقا للأحكام التي تخص الدوام الجزئي في نظام العمل السعودي إلى فترة اختبار، وذلك على عكس العاملين بدوام كامل.
• عقد العمل الخاص بالعامل يخضع لفرع المعاشات الخاص بالمؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية.
• يحق للعامل قبول أو رفض العمل في أي وقت يطلب منه، حيث إنه يعتبر من العقود المرنة التي تمكنه من تحديد ساعات العمل التي تناسبه بالاتفاق مع المدير.
• من حق العامل الاستفادة من الإجازات الرسمية وعطلات نهاية الأسبوع.
• يتمتع العاملون بنظام جزئي بالتأمينات الاجتماعية حتى ولو كانوا يعملون في أكثر من منشأة، كما يتم دفع الأجور الخاصة بهم على حسب إجراءات كل مؤسسة يعمل بها.
• يخضع العمال الجزئيين لكافة القواعد والأحكام التي تحكم الإصابات ومخاطر العمل، حيث يمكنهم أخذ إجازات مرضية والحصول على التعويضات من صاحب العمل في حالة حوادث وإصابات العمل.
• يمكن للعامل بنظام جزئي تحويل عقد العمل إلى عقد بدوام كامل في أي وقت بالاتفاق بينه وبين صاحب العمل.
• من حق الموظف الحصول على كافة المكافآت والعلاوات السنوية، مثل باقي الموظفين الآخرين ويتم تحديد نسبتها على حسب عدد ساعات العمل المتفق عليها في العقد.

كما يتمكن العامل أيضا من خلال هذا النظام من زيادة فرصته في تحسين موارد دخله، بالإضافة إلى تعزيز مهاراته واكتساب المزيد من الخبرات، لكونه يتيح له إمكانية العمل في أكثر من مؤسسة في نفس الوقت.

هل يمكن للموظف بدوام كامل العمل بالنظام الجزئي في مؤسسة أخرى؟

أجازت الأحكام التي تخص الدوام الجزئي في نظام العمل السعودي إمكانية عمل الموظفين بدوام كامل في مؤسسة أخرى بدوام جزئي ولكن يجب أن يتم ذلك تحقيق مجموعة من الشروط كالتالي:

• يشترط أولا أخذ موافقة صاحب العمل بالمنشأة الخاصة بالدوام الكامل قبل العمل في أي مكان آخر وخاصة إذا كان العمل في شركة منافسة لها.
•  يجب ألا تزيد إجمالي ساعات العمل التي يعملها الموظف في اليوم الواحد عن 8 ساعات أو 48 ساعة في الأسبوع الواحد.

الامتيازات التي تحصل عليها الشركات بخصوص العمل المرن

يعطي الدوام الجزئي في نظام العمل السعودي مجموعة من الامتيازات التي يمكن أن تحصل عليها الشركات والمؤسسات التي تتبع هذا النوع من عقود العمل، ومن أبرز تلك الإيجابيات ما يلي:

• إمكانية الحصول على عمالة مؤهلة تعزز من خبراتهم العملية ومهاراتهم الوظيفية وخاصة إذا كانت المؤسسة مبتدئة وغير قادرة على انتداب عمالة مؤهلة بدوام كامل.
• زيادة إنتاجية المؤسسة حيث يمكنهم وفق هذا النظام زيادة أعداد الموظفين وتوظيف يد عاملة من العاملين بنظام الساعة للقيام بالعديد من المهام في وقت قصير.
• تعزيز ولاء الموظفين نحو المؤسسة نظرا لأن هذا النظام يتيح مرونة العمل وبالتالي منحهم قدرة أكبر على إدارة عملهم والتوفيق بينه وبين حياتهم الشخصية، الأمر الذي يزيد رغبتهم في البقاء بالشركة.

في الأخير يمكننا القول بأن المملكة اهتمت بتنظيم الدوام الجزئي في نظام العمل السعودي ووضعت مجموعة كبيرة من الأحكام واللوائح التنظيمية التي تساعد العمال وأصحاب الأعمال في معرفة حقوقهم والمحافظة على العمالة الوطنية، بالإضافة إلى تحسين الدخل الشهري للعمال السعوديين، الأمر الذي يساهم بشكل كبير في خلق مجتمع منتج من العمالة السعودية يحقق أهداف المملكة ويخلق مستقبلا أفضل لمواطنيها.