برامج الموارد البشرية ذات أهمية قصوى في العصر الحديث، البرامج من حيث المٌسمى تطلق على أمرين، الأول المنهج المستخدم، والثاني البرنامج الحاسوبي المٌعتمد في أقسام الموارد البشرية بالمؤسسات الكبرى، سنسرد في هذا المقال أهم سمات برامج الموارد البشرية ونتائجها على بيئة العمل، وكذلك فوائد التحول للمنظومة الرقمية على جودة النتائج وسرعة الوصول للقرارات فيما يخص الموظفين والعملاء.
[Sommaire]
برنامج الموارد البشرية الأمثل يحقق العديد من الفوائد وعلى رأسها:
الاحتفاظ بالعمالة الجيدة
برامج الموارد البشرية بما تتضمنه من برامج تدريبية، ندوات، مؤتمرات، برامج رعاية أكاديمية، وبرامج ترفيهية وتثقيفية تساعد على الاحتفاظ بالموظفين الأكفاء في ظل تسارع التنقل بين المؤسسات المختلفة في العصر الحديث، الأمر جد هام لذا يجب توفير برامج موارد بشرية تساعد على معرفة احتياجات العمال، ويتم تحديثها وفقًا لتقارير سوق العمل أولًا بأول، حيث إن قوة المؤسسة من قوة مواردها البشرية.
جذب العمالة المميزة
هل تعلم أن قرار ضمن اللاعب المصري محمد صلاح لنادي ليفربول الإنجليزي جاء بناءً على توصيات عملاء البيانات التابعين لقسم الموارد البشرية بالنادي؟
الفكرة تكمن في تحليل النتائج، توقع النتائج المستقبلية بناءً على النتائج الحالية ومؤشرات الأداء، كل هذا بالاعتماد على البرامج الحاسوبية بالطبع.
الأمر جد مهم، برامج الموارد البشرية المتوازنة المدارة بواسطة الأكفاء ستجذب إليك المواهب من مختلف التخصصات، ستجعلك تٌبصر الموهبة قبل منافسيك بأشواط طويلة، وبعدها ستطورهم وتحافظ على وجودهم -وهو الأهم- عملًا بما ذكرناه آنفًا.
زيادة الإنتاج
الهدف الأول لأي مؤسسة تجارية هو الربحية، والربحية لن تأتي سوى بعمال سعداء بما توفره لهم بيئة العمل من جو هادئ خلاق يعزز العمل والإنتاج، ولا يدع مكان للمتكاسلين والمتهاونين كونهم نماذج سيئة وهذا ما أثبتته التقارير البحثية إذ أكدت على تناسب معدلات الإنتاج طرديًا مع مستوى رضا العمال عن بيئة عملهم.
بناءًا عليه يجب اعتماد برامج موارد بشرية على أحدث مستوى، وأن يتم إعدادها بواسطة خبراء وباحثين من أفضل طراز؛ لتتمكن المؤسسة من رفع مستوى الرضا بين موظفيها وعملاها وبالتالي زيادة الإنتاج وتحقيق الربحية المرجوة -أو ربما أكثر-.
تحسين الجودة
استخدام برامج الموارد البشرية لا تساهم في زيادة الإنتاج وحسب بل في تحسين جودته كذلك، ما الذي صنع للشركات اليابانية الاعتمادية في الأسواق العالمية؟
الإجابة قطعًا المحافظة على مستوى جودة ثابت على مدار عقود طويلة، مما عزز من مكانتها بين نظرائها من الجنسيات الأخرى، وأكسب باقي المؤسسات اليابانية -متوسطة الجودة نسبيًا- حظوة لدى غير اليابانيين جزاءًا لصنيع مواطنتها.
من هنا يجب أن نحرص على العمال والموظفين الأكفاء، وأن نعمل على تنمية مهاراتهم بما يجاري سوق العمل -أو يكون السبق بسببه أيضًا-، ولن يتأتى ذلك سوى باعتماد برامج موارد بشرية على أفضل طراز.
تقليل الخلافات
الخلافات أكبر آفات بيئة العمل، مهما امتلك من الموهوبين الأكفاء ستظل الخلافات قائمة بينهم، البيئة التنافسية تستفيد من قدر معقول من الخلافات، خلافات تعزز التنافس من أجل الأفضل، إلا إن حيازة الكفاءات مع الرغبة في زيادة الإنتاج وتحسين الجودة مع اعتماد سياسات تعتمد على عوامل الكفاءة والتميز لا السن قد تؤدي لنتائج كارثية تهدد بتدمير بيئة العمل من الداخل، والتاريخ الحديث يزخر بحوادث ضرب وقتل داخل محيط العمل.
نتيجة لهذا تم تصميم برامج موارد بشرية تعزز من قيمة العمل الجماعي، وتؤهل العمال -خاصة الحرفيين منهم- للعمل بشكل متجانس متوازن يٌعلي من قيمة المنتج لا الفرد وحسب، تقوم هذه البرامج بورش عمل ودورات توعوية ومحاضرات مصحوبة بأنشطة تفاعلية تهدف لكسر حدة التوتر بين العمال وإضفاء روح الأٌلفة فيما بينهم، تشارك أوقات الطعام واللهو والرحلات الترفيهية والتثقيفية تزيد من أواصر الترابط بين العمال كذلك، وكل هذا لن يمكن تحقيقه من دون برامج موارد بشرية على أعلى مستوى.
حل الصراعات
الصراعات تختلف عن الخلافات في كونها لا تكون ظاهرة في العادة لكن تتم بصورة خفية بين الحين والآخر وعادة ما تستهدف الجانب المهني لا الشخصي من حياة العامل، برامج الموارد البشرية ذات المستويات الأعمق تواجه هذه الصراعات وتستهدف لحلها من جذورها على المدى الطويل لا القصير.
يتم ذلك عن طريق استشاريين اجتماعيين ونفسيين يعملوا على تحسين نفسية العمال ممن تتفطن لخطورتهم برامج الموارد البشرية، وحينها يمكن إعطاءهم فرصة أخرى، أو تسريحهم واستبدالهم بآخرين ممن يحترموا ثقافة الشركة ويعملوا ضمن بيئة العمل السوية المطلوبة.
تحسين جودة التواصل
أمر جد خطير ولا تفطن له برامج الموارد البشرية التقليدية في العادة، ربما لا توجد خلافات أو صراعات في بيئة العمل لكن الأقسام تتعامل كأنها جزر مٌنعزلة لا يوجد تواصل حقيقي فعال فيما بينها، يمكن مواجهة ذلك عن طريق إقامة مؤتمرات داخلية تعزز التواصل بين الأقسام المختلفة، كما تستهدف التنافس الإيجابي فيما بينهم لحيازة أفضل نتائج كلية.
برامج التواصل الاجتماعي يمكن استخدامها لتعزيز التواصل بين العمال بما لا يرهقهم ولا يحتل أوقاتهم الخاصة، القليل يكفي.
هوية الشركة وثقافتها
يجب أن تكون من أولى أولويات برامج الموارد البشرية، هوية الشركة تجذب لها الاستثمارات والكفاءات في الآن ذاته، الموضوع ليس بهين ويضع الشركة في مكانة أخرى، البرامج الناجحة يجب أن تكون متوازنة تراعي الشركة والموظف بما لا يقلل من أيهما.
برامج الموارد البشرية يجب أن تعزز من هوية الشركة داخل نفوس موظفيها كلما سنحت الفرصة سواء داخل أوقات العمل، أو وقت البرامج التدريبية ذات العلاقة الوطيدة بالعمل، أو الأوقات الترفيهية عديمة الصلة ببيئة العمل، لا يجب أن يتم إقحام الهوية أو فرضها على العمال بل غرسها داخلها بالمعاملة الطيبة ورؤيتها متجسدة في أفعال القائمين على الشركة، لا مجرد شعارات يتشدقون بها.
السلامة والصحة المهنية
برامج الموارد البشرية تزيد من كفاءة السلامة والصحة المهنية الخاصة بالشركة، إذ أنها تضع صحة الموظفين الجسدية والنفسية على أولى أولياتها لما لها من تأثير جبار على زيادة الإنتاج وتحسين الجودة وحل الخلافات والصراعات بين العمال.
السلامة المهنية أصبحت اتجاه عالمي في الفترة الحالية، حيث تستهلك إصابات العمل موارد المؤسسة، وتقلل من ثقة العمال بها، وتؤثر سلبًا على هويتها والثقافة المنتشرة بها؛ من هنا فالوقاية خير من العلاج، وتعزيز قيم السلامة والصحة المهنية يوفر الكثير من الوقت والجهد والمال ويحافظ على سمعة لا تٌكال بالذهب.
فوائد التحول الرقمي
برامج الموارد البشرية شهدت تطور ملحوظ خلال الثورة الرقمية الحالية، تحول برامج الموارد البشرية للصورة الرقمية عن طريق برامج الحاسوب، تطور ساعد على تقليل الوقت المستخدم في دراسة أحوال العمال والموظفين داخل الشركة، كذلك يوفر الوقت والجهد وبالتالي يمكن استغلاله في تطوير البرامج نفسها بما لا يٌمكن فعله سوى باستخدام العنصر البشري.
برامج الموارد البشرية الحاسوبية تٌعطي نتائج أكثر دقة كذلك، ويمكن من خلالها تسجيل ساعات العمل ومعدلات الإنتاج ودراسة أحوال العمال، واكتشاف الثغرات التي تقلل من معدلات الإنتاج أو تؤثر على جودة العمل؛ لذا تٌسهم برامج الموارد البشرية الرقمية في تحقيق كل الفوائد المذكورة سابقًا.