تتمثل الإدارة الناجحة دائمًا في أي مؤسسة في تلك التي دائمًا ما تسعى لتطوير مستوى موظفيها ورفع كفائتهم بشتى الطرق أبرزها التدريب، ولكن كيف يمكن التعرف على النقص الذي يحتاج إلى تدريب؟ هو ما سنجيبك عنه في هذه المقالة، حيث نتكلم بالتفصيل حول طرق تحديد الاحتياجات التدريبية للموظفين، فتابع معنا حتى النهاية.
[Sommaire]
طرق تحديد الاحتياجات التدريبية للموظفين
إن المدير الماهر والناجح هو الذي دائمًا يبذل الجهود لجعل الموظفين المتواجدين في المؤسسة على أعلى مستوى من الكفاءة والخبرة، ومنحهم الوسائل التدريبية الجيدة التي تحقق ذلك، وإليك طرق ذلك:
- لا بد من وضع أهدافًا معينة تسعى المؤسسة للوصول إليها في هذه العملية التدريبية، مثل تدريب الموظف على أن يقوم بشئ معين، أو تعليمه مهارة معينة.
- وبعدها لا بد أن تجعل هذه الأهداف مرتبطة بالموظف حتى يقدر على الوصول إليها بالمستوى الذي تريده.
- والخطوة التالية هي تحديد عدد الموظفين المتوقع منهم تحقيق نتيجة جيدة من خلال هذا التدريب، حتى لا تبذل جهدًا ووقتًا دون فائدة.
- إجراء عملية تقييم لكل موظف سيشارك في هذا التدريب، والتعرف على جميع الثغرات ونقاط الضعف لديهم حتى يتم التركيز عليها أثناء التدريب.
- وضع ترتيب محدد وواضح لأولويات هذا التدريب، وتعتمد هذه الأولويات على عملية التقييم التي تسبقها.
- تحديد نوعية التدريب المناسبة لكل ما سبق من أولويات ومستوى الموظفين المشاركين، ولا بد من مراعاة التدرج في التدريب.
- لا بد من وضع ميزانية معينة تناسب المؤسسة وتتوازن مع النتيجة التي تتوقعها من هذا التدريب.
- وأخيرًا.. البدء في التدريب بشكل عملي مع الموظفين، وتحفيزهم للحصول على أفضل نتيجة منه.
ما هي الحاجات التدريبية؟
يتمثل مفهوم الحاجات التدريبية في نقاط الضعف وأوجه القصور الموجودة في المؤسسات وتحتاج إلى التركيز عليها من أجل تنميتها وتحويلها لنقاط قوة.
فمثلًا إذا كان لديك ضعف في عملية جذب العملاء، فلا بد من البحث وراء سبب هذا، وفي الغالب ستجد أن الموظفين المسؤولين عن التعامل مع العملاء ليس لديهم مهارة التواصل الاجتماعي والجذب بشكل جيد.
هنا يجب عليك العمل بكل جهد لتنمية هذه المهارة لديهم عن طريق التدريب المتواصل على هذه المهارة على يد المختصين، وهو ما يسمى بالحاجة التدريبية.
وبالطبع لا نجزم بأن ضعف إقبال العملاء سببه عدم قدرة الموظفين على جذبهم، فيمكن أن يكون هناك أسباب أخرى تختلف حسب المؤسسة، والمدير الماهر هو من يقوم باكتشاف تلك الأسباب والعمل على حلها.
والجدير بالذكر أنه كلما كانت عملية تحديد الحاجات التدريبية دقيقة، كانت نتيجة هذا التدريب ناجحة وأفضل وذات نتيجة إيجابية على الموظفين الخاضعين للتدريب وكذلك المؤسسة بشكل عام.
أنواع الاحتياجات التدريبية
تتعدد أنواع الاحتياجات التدريبية بناءً على الهدف من هذه العملية، وفيما يلي نوضح لك أبرز هذه الأنواع في النقاط التالية:
- تدريب لرفع مستوى المعرفة لدى الموظفين فيما يخص مجالهم، وهو النوع الأهم على الإطلاق، حيث أنه من الصعب أن ترتقي الشركة دون أن يكون موظفيها بالخبرة الكافية في مجالهم.
- تدريب يهدف إلى معرفة الموظفين بما تطمح إليه المؤسسة بالتحديد في الوقت القريب والبعيد، وكذلك ما هي سياساتها التي تعتمد عليها من أجل هذا.
- تدريب لتطوير مستوى المهارات والخبرة لدى الموظفين، ويمكن أن يتم تقديم طرق جديدة ومبتكرة لتنفيذ مهام العمل في هذا التدريب.
- تدريب سلوكي، ويتم التركيز فيه على تعديل سلوك الموظف أثناء تأدية العمل وكذلك سلوكه أثناء التعامل مع العملاء، أو زملائه.
- تدريب على العمل الجماعي، فالمؤسسة سترتقي وتتقدم إذا تم تدريب موظفيها على العمل في فريق جماعي والتعاون سويًا من أجل تحقيق الأهداف المطلوبة.
- تدريب على العمل تحت ضغط، وهي مهارة لا تتواجد في جميع الموظفين بشكل عام، حيث أنه من الضروري تدريب الموظف على العمل في ضغط حتى لو لم يكن هناك ضغط عمل حاليًا.
- تدريب على استخدام البرامج الحديثة والأجهزة كذلك، حيث أن البرامج والأجهزة الإلكترونية تتطور بشكل سريع يومًا بعد يوم، ولا بد أن يتم تدريب الموظفين على هذا التطور من وقت لآخر.
ما الوسائل والمنهجيات لتقييم الاحتياجات التدريبية؟
وبعد أن وضحنا لك أهم أنواع التدريب التي يمكن تنفيذها في غالبية المؤسسات على اختلاف مجالاتها، نوضح لك الآن أفضل الوسائل التي تساعدك في معرفة الاحتياجات التدريبية:
- مستوى الإنتاجية: وهو أول وسيلة يمكن من خلالها تقييم الاحتياجات التدريبية للمؤسسة، حيث أن ضعف الإنتاجية له أسباب، وبمعرفتها يصبح من السهل تحديد النقص وتوفير التدريب له.
- سرعة سير العمل: فمن الممكن أن تكون الإنتاجية لديك جيدة للغاية، ولكن سرعة سير العمل بطيئة، وهو ما يخبرك بشكل غير مباشر عن وجود سبب نقص يحتاج إلى تدريب.
- آراء العملاء إن توافرت: فتقييم العميل للموظف أو للمؤسسة عمومًا من أكثر ما يساعدك على تحديد الاحتياج التدريبي والبدء في تنفيذه على الموظفين بشكل سريع.
- استبيانات الرأي للموظفين: فمن خلال إبداء آرائهم يمكنك التعرف على ما يتطلعون إليه، وبالتالي تحديد ما إذا كانت الموارد الكافية لهذا موجودة أم لا، ثم توفير تدريب مناسب لها.
- متابعة المؤسسات المنافسة: فإذا رأيت أن المؤسسة المنافسة يعطي موظفوها نتائج أفضل، فيمكنك البحث عما تقدمه من تدريبات للموظفين حتى يصبحوا بنفس كفاءة الآخرين ويكونوا محل منافسة.
- تقسيم الموظفين حسب الخبرات: فإذا كان لديك مجموعة من الموظفين، منهم ذوات الخبرة العالية، ومنهم الأقل في الخبرة، فبالتأكيد لن تكون احتياجاتهم التدريبية واحدة، وهو وسيلة جيدة أيضًا.
أهمية تحديد الاحتياجات التدريبية
على الرغم من أن تحديد الاحتياجات التدريبات أمر في غاية الأهمية وله نتائج إيجابية كبيرة على المؤسسة وإنتاجيتها، إلا أن الكثير من المديرين يهمل هذا وهو ما يؤثر بشكل سلبي على المؤسسة.
فعند تحديد الحاجة التدريبية، فأنت بهذا توصلت إلى نقاط الضعف الموجودة لديك، وبالتالي القضاء عليها وتحويلها إلى نقاط قوة لصالح المؤسسة.
كما أنك بهذا تؤهل الموظفين لمستوى وظيفي متميز ورائع، يجعلهم أكثر كفاءة وأكثر من حيث أداء مهام العمل وكذلك طريقة هذا الأداء.
بالإضافة إلى إشعار الموظفين باهتمام المؤسسة بهم، ورغبتها في تطويرهم وبالتالي إحساسهم بالمسؤولية تجاه هذا والبدء في تطوير أنفسهم بشكل شخصي أيضًا.
وإذا قمت بعمل بحث مفصل وراء أي مؤسسة ناجحة في العالم، ستجد أن تحديد الاحتياجات التدريبية لديها نظام دائم ومطبق بشكل مستمر، وهو ما يجعل موظفوها هم الأفضل والأكثر كفاءة، وبالتالي نجاحها.
والجدير بالذكر أن التدريبات التي تنفذها أي مؤسسة تعود عليهم بنتائج إيجابية تفوق الميزانية المدفوعة في هذه التدريبات بالإضافة إلى العديد من الفوائد الأخرى.
وبشكل عام يساعدك تحديد الاحتياجات التدريبية في الارتقاء بمؤسستك وتحسين مستوى الموظفين العاملين بها، مما يجعلك تحصل على أفضل النتائج منهم وتحقيق أهداف المؤسسة في وقت أقصر وبتكلفة أقل.
وفي خاتمة مقالتنا.. نتمنى أن نكون أوضحنا لكم كافة التفاصيل الغامضة حول طرق تحديد الاحتياجات التدريبية للموظفين، وأهمية ذلك للمؤسسات والموظفين، وكذلك أهم الوسائل التي تساعدك في هذا بكل سهولة ودقة.