هل يتناسب أسلوب العمل الهجين مع الشركات السعودية

 

 

هل يتناسب أسلوب العمل الهجين مع الشركات السعودية سؤل يشغل بال أصحاب الأعمال في قطاعات العمل المتنوعة وخاصة بعد ظهور الجائحة التي فرضت العديد من التغيرات في محيط العمل والتي منها هذا الأسلوب من العمل.

لذا يثور التساؤل بين أصحاب الأعمال حول إمكانية استمرار العمل بهذا الأسلوب في قطاعات العمل المتنوعة في ظل التحول السريع والتقدم التكنولوجي الملحوظ الذي تتمتع به المملكة الآن.

 

[Sommaire]

 

ما هو أسلوب العمل الهجين؟

 

قبل الإجابة على هل يتناسب أسلوب العمل الهجين مع الشركات السعودية يجب أولا التعرف عليه، وهو عبارة عن أسلوب تستخدمه بعض المؤسسات لتسمح من خلاله لبعض العاملين لديها بأداء مهامهم الوظيفية من المنزل، بينما يقوم الجزء الآخر من الموظفين بالعمل من مقر الشركة بالتبادل، ويعتبر هذا الأسلوب من أساليب العمل المرنة التي فرضتها فترة الوباء.

وبالتالي يجمع هذا النوع من العمل ما بين العمل عن بعد وما يتميز به من مرونة وبين العمل من مقر المؤسسة والذي يتميز بالتواصل الأفضل ومساحات العمل التحفيزية التي تؤثر بشكل إيجابي على العاملين.

 

مميزات أسلوب العمل الهجين

 

بعد الانتهاء من فترة الوباء التي فرضت هذا الأسلوب من العمل يثور التساؤل حول هل يتناسب أسلوب العمل الهجين مع الشركات السعودية والذي يعد من الأساليب المستحدثة، وما النتائج التي ستعود على تلك المنشآت عند اتباع هذا النظام.

لذا يجب علينا التطرق أولا إلى مميزات العمل بهذا الأسلوب في الشركات السعودية وما الفوائد التي ستعود على الشركة والموظفين عند اتباعه قبل التعرف على مدى ملاءمته للشركات، ومن أبرز الفوائد التي تعود على الشركات والموظفين عند اتباع هذا الأسلوب ما يلي:

 

أولا: تحقيق رضاء الموظفين

 

يعد رضاء الموظفين من أهم العوامل التي تؤثر على نجاح الشركات وتعزيز إنتاجيتها لبلوغ الأهداف التي تطمح إليها، ويعتبر العمل الهجين من أكثر أساليب العمل التي تحقق رضاء العاملين نظرا لكونه يحقق التوازن بين حياتهم العملية والشخصية بفضل جداول العمل المرنة التي تتيح لهم العمل من المنزل، وهذا سيزيد من إنتاجية الموظف وتنفيذ مهامه الوظيفية بكفاءة عالية.

 

ثانيا: فرص توظيف أفضل

 

العمل وفق هذا الأسلوب يزيد من فرصة الشركات في توظيف أفضل الكفاءات عن بعد، حيث يمكنهم جذب أصحاب الخبرات والمهارات التي يحتاجونها من أي مكان في العالم وتوظيفهم للاستفادة من تلك الكوادر النادرة في مجال العمل الأمر الذي يمنحهم ميزة تنافسية تمكنهم من الدخول في أسواق جديدة وبلوغ نجاح أكبر.

 

ثالثا: تخفيض نفقات العمل

 

إتاحة الفرصة للموظفين للعمل من المنزل يخفض من نفقات الشركة المتعلقة بمساحات العمل والإيجار وفواتير الكهرباء وغيرها من النفقات، وهذا يساعد المؤسسة على استثمار تلك الأموال في تطوير العمل بالمنشأة.

 

هل يتناسب أسلوب العمل الهجين مع الشركات السعودية؟

 

التحول الرقمي الذي تسعى إليه المملكة العربية السعودية والاتجاهات التكنولوجية المتعلقة بشبكات الاتصالات سيعزز من اتباع هذا الأسلوب في الشركات والمؤسسات السعودية، فالذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي الذي تتحول إليه المملكة سيدعم العمل بهذا الأسلوب بشكل كبير، فلم يعد العمل في المملكة يقتصر على الشكل التقليدي وإنما أصبح يجمع ما بين العمل المكتبي والعمل عن بعد، وذلك بفضل التقدم التكنولوجي الكبير الذي أصبحت عليه المملكة الآن.

وتحديد مدى تناسب الشركات السعودية للعمل وفق هذا الأسلوب من العمل أم لا يتم بناء على طبيعة عمل كل مؤسسة والعديد من الأمور الأخرى، فالشركات التي يتناسب العمل وفق هذا الأسلوب يجب أن تتمتع بما يلي:

 

أولا: طبيعة العمل بالشركة تسمح بالعمل عن بعد

 

من المعروف أن العمل الهجين لا يتناسب مع كافة الشركات، حيث إن طبيعة العمل في بعض المؤسسات لا تسمح بإمكانية العمل عن بعد، على سبيل المثال المهام الاستشارية ومجال المبيعات وغيرها من الوظائف التي تتطلب العمل المكتبي داخل مقر العمل.

 

ثانيا: توفير الأجهزة والوسائل التكنولوجية

 

يجب أن تكون بيئة العمل بالنسبة للشركات التي ترغب في اعتماد هذا الأسلوب من العمل مجهزة بأحدث الوسائل التكنولوجية التي يحتاجها الموظفون في إتمام مهامهم الوظيفية من المنزل وطريقة تسليمها عن بعد، بالإضافة إلى توفير الأنظمة الأمنية التي تحمي معلومات وبيانات المؤسسة من الاختراق.



ثالثا: إمكانية التواصل عن بعد

 

إذا كنت تتساءل عن هل يتناسب أسلوب العمل الهجين مع الشركات السعودية فيمكننا القول بأنه يتناسب هذا الأسلوب من العمل مع الشركات التي لديها برامج مؤمنة تحقق التواصل الفعال بين الإدارة والمديرين والموظفين عن بعد والتي تتيح للموظف التفاعل الدائم مع جهة العمل من أجل إنجاز العمل بشكل أفضل، أو من أجل عقد اجتماعات عبر الإنترنت.

 

رابعا: خلق طرق فعالة لمراقبة الموظفين عن بعد

 

العمل عن بعد قد يجعل بعض الموظفين يتكاسلون عن أداء مهامهم الوظيفية، وبالتالي تراكمها لعدم وجود رقابة عليه أثناء العمل من المنزل، لذا يجب على الشركة التي ترغب في تحويل العمل بها من عمل نظام رقابة لمتابعة أداء العاملين عن بعد للتأكد من أداء المهام في الوقت المحدد وعلى النحو المطلوب.

 

خامسا: وضع نظام فعال للعمل عن بعد

 

العمل خارج مقر الشركة يحتاج إلى فرض المؤسسة على موظفيها اتباع نظام محكم لإدارة العمل وتوزيع المهام لإتمامها وفق جدول زمني محدد وتسليمها في الوقت المطلوب وفق استراتيجية محددة يجب أن يلتزم بها الموظف.

هذه كانت العوامل التي تحدد هل يتناسب أسلوب العمل الهجين مع الشركات السعودية حيث إن الإجابة على هذا السؤال تكون على حسب طبيعة العمل داخل الشركة ومستوى التقدم التكنولوجي الذي تتبعه في العمل.

 

عيوب العمل الهجين

 

على الرغم من تميز هذا النوع من أساليب العمل بالعديد من الفوائد إلا أنه يحتوي على مجموعة من العيوب، ويمكن تلخيصها في النقاط التالية:

 

أولا: وجود فروق في العمل

 

نظام العمل وفق هذا الأسلوب الذي يعتمد على الجمع بين العمل من المنزل والعمل المكتبي يولد مجموعة من الفروق في محيط العمل، والتي منها انخفاض فرصة التواصل والاندماج بين الموظفين وذلك بسبب عمل جزء منهم في المنزل بينما يعمل الجزء الآخر في مقر الشركة، الأمر الذي يؤثر على الإبداع القائم على العمل الجماعي وتعاون الموظفين.

 

ثانيا: عدم توفر بيئة عمل منزلية مناسبة

 

قبل أن نبحث في هل يتناسب أسلوب العمل الهجين مع الشركات السعودية يجب أولا أن نتعرف على البيئة المنزلية للموظف، حيث قد لا يمتلك الموظفون بيئة عمل منزلية مناسبة تتسم بالهدوء الأمر الذي يؤثر على إنجازه للمهام الموكلة إليه وعدم تقديم العمل بالجودة المطلوبة وهذا سيؤثر على إنتاجية المؤسسة لعدم الوصول إلى النتيجة المطلوبة.

 

ثالثا: عدم التواصل المباشر مع الإدارة

 

العمل خارج مقر العمل يفتقر إلى التواصل المباشر بين الموظف والمسؤولين، الأمر الذي ينتج عنه قلة التشجيع والتحفيز، وهذا يؤثر على أداء الموظف للمهام الموكلة إليها، كما أن ضعف الرقابة قد يدفع الموظف إلى عدم تحري الدقة أثناء أدائه لمهامه الوظيفية الأمر الذي ينعكس على المؤسسة بنتائج سلبية.

بعد الإجابة على تساؤل هل يتناسب أسلوب العمل الهجين مع الشركات السعودية نرى أن هذا النوع من العمل له مستقبل كبير في قطاعات العمل السعودية، وذلك بفضل التقدم التكنولوجي الكبير والتحول الرقمي الذي تتمتع به المملكة، إلا أن صاحب العمل وحده هو الذي يستطيع تحديد ما إذا كان هذا الأسلوب يتناسب معه أم لا وذلك حسب طبيعة العمل داخل الشركة ومستوى التحول الرقمي والتقدم التكنولوجي الخاص بها.

اكتشف مقالات مشابهة

إنه وقت تحديث
عمليات الموارد البشرية
و تكنولوجيا المعلومات

هل أنت مستعد لتسهيل عمليات الموارد البشرية
و تكنلوجيا المعلومات داخل شركتك ?

احصل على نسخة تجريبية