الذكاء العاطفي
الذكاء العاطفي له دور كبير في حياتنا اليومية فعندما تجد شخصاً يتمتع بالسعادة والنجاح في حياته فذلك نتيجة لتمتعه بمعدل ذكاء عاطفي يساعده على تحقيق أهدافه وبناء علاقات كبيرة وقوية سواء على صعيد العمل أو في حياته اليومية.
وبسبب أهمية هذا المصطلح زاد الاهتمام به في الآونة الأخيرة وخاصة على صعيد العمل، باعتباره مفتاح التواصل الجيد مع الآخرين، فالقدرة على تفهم مشاعر الآخرين سيمكننا من إدارة مشاعرهم بشكل أفضل وبالتالي تحقيق نجاح أكبر لذلك نجد العديد من الشركات تستخدم اختبارات متنوعة لقياس ذكاء المتقدمين للوظيفة قبل تعيينهم.
لذا سنتعرف اليوم عما هو الذكاء العاطفي؟ وكيف يمكن تحسينه وزيادة معدله لدى الأشخاص.
[Sommaire]
ما هو الذكاء العاطفي
هو قدرة الشخص على فهم وإدارة عواطفه بطريقة إيجابية ومعرفة أثرها على من حوله، كما يتضمن أيضاً ملاحظة الآخرين نتيجة لوجود ترابط كبير بين فهم مشاعر الآخرين وإدارة مشاعرك.
حيث إن الهدف من هذا المصطلح هو التواصل بشكل فعال مع الآخرين والتعاطف معهم، فالشخص الذي يتمتع بهذا النوع من الذكاء يعرف جيداً كيف يتعامل مع الآخرين بل يجعل الآخرين يشعرون بحال أفضل.
ويمكننا تعريف هذا النوع من الذكاء من خلال أربع سمات:
- إدارة الذات: من خلال التحكم في المشاعر والسلوكيات وإدارة العواطف بطريقة ذكية وصحية عن طريق التكيف مع الظروف الطارئة والمبادرة.
- الوعي الذاتي: عن طريق التعرف على المشاعر وكيفية تأثيرها على أفكارنا وسلوكياتنا، واكتشاف مواطن القوة والضعف لدينا مع التمتع بالثقة بالنفس.
- الوعي الاجتماعي: من خلال فهم مشاعر الآخرين والتعرف على احتياجاتهم وما يخيفهم أو يوترهم.
- إدارة العلاقات: فمن يمتلك ذكاء عاطفياً يكون قادراً على التواصل بوضوح وتطوير علاقاته والمحافظة عليها من خلال قدرته على التعامل بشكل جيد مع الفريق بل إلهامهم والتأثير عليهم.
كيفية تحسين الذكاء العاطفي؟
إذا أردت أن تصبح ذكياً عاطفياً إليك بعض الخطوات المهمة التي يمكنك اتباعها من أجل تحسين مهاراتك العاطفية والاجتماعية وتطويرها حتى تتمكن من إدارة الأشخاص والعلاقات بشكل جيد.
أولاً: لاحظ كيف تتفاعل مع الآخرين
يجب أن تنتبه لنفسك وتقيس مدى تسرعك في الحكم على المواقف قبل التعرف على كافة الحقائق التي تساعدك في فهم الموقف، وانظر بصدق لطريقة تفكيرك وكيفية تفاعلك مع الآخرين، وحاول تدريب نفسك على تقبل وجهات نظر الآخرين بأن تضع نفسك مكانهم والنظر إلى احتياجاتهم.
ثانياً: درب نفسك على التواضع
التواضع لا يتعارض مطلقاً مع الثقة بالنفس بل إنه من الصفات الرائعة التي يجب عليك التدرب عليها حتى تصبح أكثر ذكاءاً عاطفياً، فيمكنك أن تثق بنفسك بكل هدوء لتجعل انجازاتك هي من تتكلم عنك، فلا تقلق بشأن الثناء على نفسك.
ثالثاً: إجري تقييم ذاتي
إذا كنت تود أن تعرف طبيعة نفسك وهل أنت مثالياً أم لا فيجب عليك إجراء تقييم ذاتي لتتعرف على نقاط قوتك ونقاط ضعفك والعمل على تطويرها وحافظ على إبقاء عواطفك تحت السيطرة في كافة الظروف.
رابعاً: تحمل مسؤولية أفعالك
لا تتجاهل عواقب أفعالك فإذا جرحت مشاعر أحد فعليك بالاعتذار كما يجب أن تعرف جيداً مدى تأثير أفعالك على الآخرين قبل إتخاذ أي ردة فعل، وإدارة أفعالك ومشاعرك حتى تنجح في التأثير على من حولك بذكاء.
في النهاية يمكننا القول بأنه إذا تمكنت من اتباع تلك الخطوات فستكتسب قدراً كبيراً من الذكاء العاطفي لتصبح شخصاً بارعاً في إدارة عواطفك، تتصرف في المواقف الصعبة بذكاء لتصبح قادراً على النظر للمشكلة بطريقة صحيحة وبالتالي إيجاد حلول لها بكل هدوء، كما ستصبح أكثر دراية بنفسك وبشخصيتك تقبل النقد وتعرف متى تستخدمه لتحسين أدائك وتحقيق النجاح المهني الذي ترغب به.