يعد تسريح الموظفين من أصعب المهام التي يواجهها القائد في أي مؤسسة إذا لم يكن على علم كاف بطبيعة هذه العملية، حيث تتم عمليات التسريح نتيجة للانكماش الاقتصادي في مكان العمل والرغبة في تقليل حجم القوى العاملة من أجل خفض التكاليف حتى يتحسن الوضع في الشركة.
حيث إن تسريح الموظفين ينهي عمل الموظف داخل المؤسسة بشكل مؤقتا أو دائم وهذا على عكس الإنهاء بسبب سوء السلوك، الأمر الذي يعرض صاحب العمل للمطالبات القانونية من قبل الموظفين كعمل دعاوى قضائية ضد المؤسسة.
لذلك تعتبر من أكبر التحديات التي يواجهها أصحاب الأعمال، وعليه حاولنا أن نجمع لكم كل ما يخص هذه العملية وما يجب على أي قائد معرفته قبل القيام بعملية التسريح لتنفيذها دون أي خسائر.
[Sommaire]
ماذا يعني تسريح الموظفين؟
هو الإنهاء الدائم أو المؤقت للتوظيف من قبل صاحب العمل لأسباب لا تتعلق بأداء العامل وإنما لأسباب تتعرض لها الشركة كالركود الذي يجعلها تلجأ إلى خفض التكاليف من خلال إنهاء عمل بعض موظفيها.
وبالتالي يختلف التسريح عن الفصل حيث إنه يتم دون وقوع خطأ من الموظفين وإنما يكون بسبب بعض الأسباب الاقتصادية التي تتعرض لها الشركة لتضطر إلى خفض تكاليفها، الأمر الذي يؤدي إلى خفض الروح المعنوية للموظفين وتكبد صاحب العمل لتكاليف غير متوقعة إذا لم يقم بتنفيذ تلك العملية بطريقة صحيحة.
أسباب القيام بعملية التسريح في المؤسسات؟
أصبح تسريح الموظفين من العمليات الأكثر شيوعاً في أي مؤسسة للعديد من الأسباب التي لا تنحصر فقط حول الظروف الاقتصادية الصعبة للمؤسسات وإنما قد تلجأ لتقليل قوتها العاملة لأسباب استراتيجية كالتالي:
- الحفاظ على قوتها التنافسية في السوق من خلال خفض تكاليفها في أي مجال بعملها بما في ذلك الموارد البشرية لتتمكن الشركة من بيع منتجاتها بسعر أقل من المنافسين وبالتالي زيادة حصتها في السوق.
- مع التقدم التكنولوجي وظهور التقنيات الجديدة التي تحل محل المورد البشري تظهر حاجة المؤسسة لاستخدام تلك التقنيات والاستغناء عن مواردها البشرية الأمر من أجل تحسين ربحية الشركة.
- نقل العمل إلى بلد آخر يتميز بتنفيذ العمل بتكاليف أقل، حيث يمكن للمؤسسة تنفيذ مهامها من خلال موارد بشرية في بلد آخر منخفضة التكاليف.
الآثار الناتجة عن عملية التقليل من حجم العاملين
قد يظن أصحاب الأعمال بأن تسريح الموظفين سيجعل أداءهم أفضل من السابق إلا أنهم يجدون العكس إذا تمت العملية دون دراسة، فأغلب المؤسسات التي سرحت بعض موظفيها عانوا من انخفاض في الأداء الوظيفي قدر ب %20 بالإضافة إلى عدم تحسن الأداء المالي.
حيث إن التسريح يعد حلاً قصير الأجل سينتج عنه مشاكل أكبر وذلك في حال كانت القوى العاملة التي تم تسريحها مهمة ومؤثرة على أداء المؤسسة.
فمثلما تقع خسائر جسيمة على العاملين المسرحين تقع أيضاً العديد من الخسائر على المؤسسة كالتالي:
- تخسر المؤسسة الوقت المستثمر في تدريب العاملين الذين تم الاستغناء عنهم بالإضافة إلى شبكات علاقاتهم ومعرفتهم بالجيدة بكيفية إنجاز العمل.
- زيادة معدل دوران الموظفين حيث إنهم يفقدون الأمان والثقة في المؤسسة ويسعون للحصول على فرصة عمل في مكان آخر يحقق لهم الأمان الوظيفي.
- انخفاض الروح المعنوية للموظفين وبالتالي سينخفض أداؤهم الوظيفي نتيجة لشعورهم بأنهم سيسلكون مصير أقرانهم في المستقبل القريب وخاصة إذا كان الموظفون المسرحون يمتلكون قدراً عالياً من المهارات والخبرات حيث سيشعرون بأن العمل الجاد والأداء العالي لا يضمن لهم الاستمرار في وظائفهم.
كيف يمكن لصاحب العمل تسريح موظفيه بأقل الخسائر؟
إذا اضطرتك الظروف إلى تسريح الموظفين من المؤسسة فإننا سنقدم إليك أفضل الاستراتيجيات التي تمكنك من تقليل حجم العاملين بمؤسستك دون أي خسائر كالتالي:
أولاً: يجب عليك التفكير في حلول بديلة قبل تنفيذ العملية
قد يكون قرار تسريح العمالة الزائدة حلاً مثاليا وسريعاً لأي شركة ولكنه ليس الحل الوحيد للتخلص من المشاكل التي تتعرض لها، فقد توجد العديد من الحلول التي تتطلب من الإدارة والموظفين بذل المزيد من الجهد للدفع بالمؤسسة إلى الأمام لتخطي أي صعوبات أو عقبات.
ويجب على صاحب العمل أن يضع في اعتباره أن تسريح العاملين هو في الحقيقة نتيجة لأخطاء المؤسسة وليس الموظفين وعليه يجب التطوير من مهارات الموظفين لمواجهة أي تحدي بدلاً من الاستغناء عنهم.
ثانياً: اجعل مؤشرات تقييم الأداء دليلك
إذا لم يكن لديك أي حلول بديلة لعملية تسريح الموظفين لتصبح تلك العملية أمراً لا مفر منه فيجب على صاحب العمل الاعتماد على بعض المعايير في تصفية العاملين وتحديد الأشخاص الذين سيتم تسريحهم.
وتعد مؤشرات تقييم الأداء من أكثر المعايير التي تساعد في تصفية الموظفين بناء على مهارات وخبرات كل موظف ومدى حاجة المؤسسة له.
ثالثاً: ضع نفسك مكان الموظف مع تجنب التبريرات غير المنطقية
عند الاستقرار على أسماء الموظفين الذين سيتم تسريحهم والأسباب التي أدت إلى اختيارهم دون غيرهم، يجب على صاحب العمل وضع نفسه مكان موظفيه ولا يجعل الأمر طبيعيا أو هينا لكونها في الحقيقة أزمة كبيرة على كافة الموظفين الذي وقع عليهم الاختيار ستغير من مجرى حياتهم وتعرضهم لأزمات مالية كبيرة.
كما يجب أن يكون يؤخذ قرار التسريح بناء على مبررات قوية ومنطقية وعادلة وعليك انتقاء عبارات تبين لهم مدى شعورك بهم وإعطائهم كافة مستحقاتهم كما يجب أن تكون منضبطاً أثناء المناقشة حتى لو ظهر عليهم أعي علامات غضب.
رابعاً: حافظ على مؤسستك من استغلال باقي العاملين
يجب على أي صاحب عمل أن يعلم بأن قرار تسريح الموظفين لن يمر بسلام بل قد تصبح ردات فعل الموظفين المسرحين مدمرة وخاصة إذا كان في وظيفة حساسة تتيح له الوصول إلى معلومات شركتك، لذا يجب قبل الإعلان عن هذا القرار حماية كافة بياناتك ومعلوماتك من التسريب أو السيطرة عليها من قبل الموظفين.
أيضاً سيتأثر الموظفون الباقون بالمؤسسة بهذا القرار حتى ولم يصبهم حيث قد يشعرون بالخوف وعدم الثقة والأمان الأمر الذي يدفعهم نحو تأمين أنفسهم بالحصول على أفضل المكاسب من مؤسستك ظناً بأنك قد تتخلى عنهم في أي وقت، لذا يجب على صاحب العمل طمئنة باقي الموظفين واعلامهم بالظروف التي أدت إلى اتخاذ هذا القرار وكيف سعت المؤسسة إلى منح العاملين المغادرين أفضل تجربة ممكنة.
خامساً: مراجعة قرار التسريح قبل تنفيذه
إذا كنت قد أكملت كافة الخطوات الخاصة بالتسريح فيجب عليك مراجعته ودراسة كافة جوانبه وأثاره المحتملة وذلك قبل الإتصال بالموظفين ويمكنك الإستعانة بالقادة وإدارة الموارد البشرية وأخذ رأيهم لتعرف على ما إذا كنت بحاجة إلى تغيير هذا القرار وفقاً لظروف العمل أم لا.
في الختام يمكننا القول بأن عملية تسريح الموظفين تعد من العمليات الصعبة سواء على الجانب المهني أو الإنساني فيجب على أي مؤسسة تجنب تكرارها بشكل متتابع دون دراسة وتقييم كل خطوة ومدى تأثيرها على العمل بشكل عام، إلا أنها قد تكون خطوة لا مفر منها لإنقاذ الشركة من الهلاك الحتمي ولكنك يمكن التغلب على تلك المشاكل من البداية من خلال إدارة أعمالك بشكل قوي وتطوير مهارات موظفيك لتواكب متطلبات سوق العمل وإدارة تكاليف مؤسستك بشكل رشيد.