دورة حياة فريق العمل

بناء فريق عمل متكامل يدعم أعضاءه بعضهم البعض هو أمر يتطلب بذل المجهود والتأني في اختيار أفراد هذا الفريق، وتعتبر عملية تكوين فريق العمل أحد مقومات النجاح الرئيسية لأي مشروع.

وعلى المدير العناية في اختيار الأشخاص والحرص على توافر الصفات الهامّة والمميّزة فيهم مما يصبّ في صالح العمل ويساهم في تحقيق الأرباح وهذا هو موضوع مقالنا اليوم وهو دورة حياة فريق العمل.

[Sommaire]

دورة حياة فريق العمل

تحقيق النجاح يحتاج فريق عمل يهتم أفراده بأداء المسئوليات بشكل كامل ومتقن، وسنوضح لكم الآن أطوار دورة حياة فريق العمل في النقاط التالية:

• طور التحديد: وتكون أول المراحل للفريق وتتسم بتحديد الأهداف ووضع الخطط اللازمة لنجاح المشروع بالإضافة إلى وضع الشروط والقوانين المخطط اتباعها خلال العمل.
• طور بذل المجهود: وتحتاج هذه الخطوة إلى إلمام كل فرد من أعضاء الفريق بدوره المنوط به وإسناد المهمات حسب ما يلائم خبرة وذكاء كل فرد.
• طور الانتعاش: وخلال هذه المرحلة لابد من الاهتمام بكل أعضاء الفريق على حد سواء دون تمييز أحد على الآخر وإنهاء أي نزاع أو صراع بين الأعضاء حتى يزدهر الفريق وينجح.
• طور القيادة: وفي هذه المرحلة يتعين على قائد المجموعة أن يحافظ على قوة الفريق واستمرار تشجيعه باقي أفراد الفريق على بذل الجهد والمزيد من الحماس في أداء العمل.
• طور التغيير: وهي أحد المراحل الهامة في دورة فريق العمل وتتسم بمدّ الفريق بعنصر جديد يبث روح التجديد والحماس داخل الفريق، مع الحفاظ على الأفراد المهمين القدامى في الفريق.

كيف يتم بناء فريق العمل؟

تمر عملية بناء فريق العمل بخطوات متعددة ولابد العناية الكاملة بتفاصيل كل فترة حتى تحصل على فريق متكامل ومؤثر في نجاح المشروع، وأهم هذه الخطوات:

• اختيار الأعضاء: وهي من أول الخطوات في بناء الفريق ويتم خلالها انتقاء أفراد الفريق حسب المواصفات المطلوب توافرها طبقًا لطبيعة العمل ومتطلباته.
• تحديد الأدوار: تلي خطوة اختيار أفراد الفريق مرحلة معرفة كل فرد بالدور الذي سيقوم به داخل المشروع وماهي المسئوليات التي سيتحملها داخل العمل.
• السيطرة: ومن خطوات بناء فريق ناجح هو إحكام السيطرة على كافة الأعضاء وذلك بفرض المحاسبة عند الخطأ وتحمّل العقوبة.
• إنهاء الخلافات: ولكي يتم بناء فريق قوي يدعم نجاح المشروع لابد أن يتم حل مختلف النزاعات بين أعضاء الفريق ومحاولة بث روح التنافس المشروع بينهم دون وجود صراعات عنيفة.
• وضع الأحكام: وفي هذه الفترة يقوم المدير بفرض القوانين الخاصة بالعمل وإلزام كل أعضاء الفريق باحترامها والسير وفقًا لهذه الاحكام وعدم مخالفتها.
• التحفيز: وتتسم هذه الخطوة بتقييم عمل كل فرد ويمكن تشجيع الفريق بنوع من التحفيز المادي أو المعنوي لاستمرار العمل بنفس الكفاءة المطلوبة.

سمات فريق العمل الفعال

لابد أن تتوافر بعص الصفات المطلوبة في فريق العمل ليؤدي الدور بشكل فعّال وعلى أكمل وجه، وسنوضّح لكم الآن أهم هذه السمات المطلوبة في الفريق الفعّال:

أولى الصفات هي روح المساعدة وتُعتبر أكثر الصفات المطلوبة لنجاح الفريق حيث يتطلب من جميع أعضاء الفريق تقديم الدعم والمساعدة لبعضهم البعض عندما يتطلب الأمر.

ثم تأتي صفة التقدير وهي من الصفات الهامة في الفريق الناجح والمقصود أن يتبادل أعضاء الفريق الاحترام والتقدير لكي يقدم كل فرد أفضل ما لديه.

ولابد من وجود سهولة الاتصال وهي واحدة من الصفات المهمة والمطلوبة أيضًا ولابد من الاهتمام بإتاحة الوسائل لتسهيل التواصل بين أعضاء الفريق والعمل في جو تعاوني مفيد.

بالإضافة إلى التكيّف وهو الأمر الذي لا يتوافر عند الجميع، ولذا لابد أن يتميز العضو في الفريق الفعّال بقدرته على التكيّف والعمل في أقسى الظروف وتحمّل الصعاب والعمل على حلّها.

ولا ينبغي إهمال صفة عدم التدخل، باحترام هذه الصفة داخل الفريق سيسود الود بين جميع الأعضاء ولن يكون هناك مجال للصراعات لأن كل فرد سيعتني بما لديه دون أن يتدخل في شئون الغير.

وكذلك صفة المهارة وهي صفة مطلوب توافرها لضمان نجاح الفريق وفعاليته وتفيد بامتلاك شيء من المهارة والذكاء خلال إدارة الأزمات في أوقات العمل.

ثم نختتم بأفضل الصفات ألا وهي الإخلاص وفائدة هذه السمة هو التفاني في أداء العمل وبذل كل الوقت والمجهود المطلوب خلال المهمة وعدم التكاسل أو التلاعب داخل العمل.

كيف تقود فريق عمل ناجح

هناك بعض الأمور التي يتوجب على قيادة الفريق أن يقوموا بتطبيقها لضمان نجاح الفريق واستمرار عمله بنفس الكفاءة والفعالية، وإليكم أهم النصائح لقيادة الفريق:

في بادئ الأمر يشترط تفعيل مبدأ الثقة وهنا يتعين على قائد الفريق أن يحترم كل فرد ويعطيه حجم الثقة الذي يستحقه لكي يكون دافع له يحثّه على التفاني في العمل.

ولابد أيضًا من الاهتمام بعمل العلاقات حيث إنّه في معظم أدوار القيادة يهمل القائد جانب توطيد علاقته بباقي أعضاء الفريق وهو الأمر الذي يؤثر بالسلب على المشروع.

وكذلك يجب حدوث التطوير الدائم خاصةً إذا اهتم الفريق بأكمله بهذا الجانب وبالخصوص القائد سيثمر بالأرباح والمكاسب على المشروع، ويتم من خلال منح الدورات والتدريبات المكثّفة بشكل مستمر.

والجدير بالاهتمام هو عامل حفظ العمالة وهذا يعني أن يبقي القائد على الأعضاء المميّزين وأصحاب الخبرات داخل تكوين الفريق حيث يساهم هذا في استمرار كفاءة عمل الفريق ومستوى جودته.

وينبغي الحفاظ على السيطرة وهذا يتمثل في إحكام القيادة بشكل قوي وعادل، ولكن مع توخي الحذر وحفظ دور كل فرد ومنحه قدره واحترامه.

بالإضافة إلى الإفادة من التجارب الأخرى وهي نصيحة هامة على قائد الفريق العناية لها وإلقاء نظرة على تجارب الآخرين ليعتبر منها لأن الفرد غير قادر على إدراك كل الأمور والإلمام بها.

شروط تكوين فريق العمل

تتوافر عدة شروط من الواجب تنفيذها عند البدء في خطوة تكوين الفريق والتي تفيد بشكل كبير في الحصول على فريق قوي وأعضاء أكثر فعالية، وأهم هذه الشروط هي:

الموافقة على الانضمام: عند تكوين الفريق لابد أن تهتم جيّدًا بقبول الأعضاء الانضمام لفريق العمل وتكون الرغبة صادرة من داخلهم دون أي ضغط أو خوف من الرفض.

توافر الدافع: والمقصود بهذا الشرط هو وجود سبب وراء تكوين فريق العمل مثل وجود مهمة معينة وهذا يفيد في إحساس الأعضاء بالمسئولية.

التعاون بين الأفراد: وهو شرط أساسي عند بناء الفريق ولابد من تذكير الأعضاء بأهمية تقديم المساعدة بشكل متبادل ودورها في تحقيق نجاح الفريق في أداء المهمة.

احترام مبدأ المساواة: لكي يتم العمل في جو هادئ وتسود روح المحبة داخل أعضاء الفريق وبالتالي لن تتواجد المشاكل أو الصراعات التنافسية.

الإلمام بالمسؤولية: وهنا نتحدث عن ضرورة استيعاب كل فرد لحجم المسئولية المفروضة عليه والدور الذي سيقوم به داخل الفريق كي لا يحدث أي أخطاء.

توفير بيئة عمل مناسبة: وهي أحد الشروط المطلوب توافرها لكي يستطيع أعضاء فريق العمل أداء مهماتهم بنجاح وذلك بتوفير الوسائل والمعدات اللازمة للعمل لكل فرد في الفريق.

وصلنا معكم إلى ختام هذا المقال والذي تحدثنا فيه عن دورة حياة فريق العمل وقد قمنا بذكر أهم مراحل بناء الفريق الناجح وما هي أهم النصائح عند اختيار الأعضاء.

وقمنا بذكر عدد من الشروط الواجب مراعاتها عند تكوين فريق العمل وإذا تمّ الالتزام بها سينتج عنها تحقيق الفائدة الكبرى لمشروع العمل.