كيفية التعامل مع الموظف المتمرد
كيفية التعامل مع الموظف المتمرد سؤال مهم لأي صاحب عمل، حيث إن أي مكان عمل لا يخلو من وجود واحد أو أكثر من هذا النوع من الموظفين الذين يتسببون في تعطيل سير العمل، وذلك في حالة عدم نجاح الشركة في التعامل معه وردعه.
لذا خصصنا هذا المقال لتجميع كافة الاستراتيجيات والطرق الفعالة التي تساعد على تحسين سلوكيات هذا النوع من الموظفين وضبط معاملاته مع الآخرين، وإعادة دمجه مجددا مع زملائه داخل بيئة العمل لتحقيق أهداف المؤسسة.
[Sommaire]
من هو الموظف المتمرد؟
قبل الخوض في كيفية التعامل مع الموظف المتمرد لا بد أولا من التعرف على هذا النوع من الموظفين وتحديد صفاتهم الشخصية وسماتهم في محيط العمل، حتى نفهم طبيعة الموظفين المتمردين، ومن ثم التمكن من إيجاد حلول سريعة وفعالة في ترويدهم لصالح مكان العمل وبناء علاقة إيجابية بينه وبين زملائه في العمل.
ويمكننا تعريف المتمرد بأنه شخص مستقل يقاوم أي سلطة، حيث إنه يكره السيطرة عليه أو إدارته من قبل المديرين ورؤسائه في العمل وأيضا زملائه، يتسم بعدم الخوف، ويميل إلى المخاطرة، كما يعصي أوامر رؤسائه، ويرفض الانتقاد أو المساعدة في العمل نتيجة لثقته الزائدة والمبالغ فيها.
ويمتلك الموظف المتمرد شخصية اندفاعية نتيجة لعدم قدرتهم على التحكم بمشاعره والسيطرة على ردود أفعاله، كما أنه قد يفتعل المشاكل مع زملائه في العمل، وقد يصل الأمر إلى التطاول على رؤسائه ومديريه كنوع من أنواع المعارضة، وهذا يؤثر بشكل كبير على كافة العاملين بالمؤسسة بداية من أصغر موظف وحتى الوصول إلى أعلى المناصب.
كيفية التعامل مع الموظف المتمرد؟
من المعروف أن الموظف المتمرد يستنزف طاقة مكان العمل كما يضعف معنويات زملائه في العمل، وهذا يخفض من إنتاجية المؤسسة، ويمنع من تحقيق النجاح الذي تسعى إليه، الأمر الذي ينتج عنه زيادة معدل دوران الموظفين، نتيجة البيئة السامة التي ينشرها في محيط العمل، لذا كان ولا بد من إيجاد طرق فعالة للتعامل مع هذا النوع من الموظفين، من أجل إدارتهم بشكل يخدم مكان العمل ويحقق التغيير.
والحقيقة أن الحل بسيط للغاية حيث يمكن للمؤسسة من خلال اتباع بعض الاستراتيجيات تعزيز شخصية الموظف داخل محيط العمل واستغلال مهارته لصالح المؤسسة، كما يلي:
أولا: ركز على سلوكيات الموظف وليس سماته الشخصية
حتى تتمكن من قيادة الموظف المتمرد والسيطرة عليه، يجب عليك التركيز على تصرفاته في محيط العمل وأثناء التعامل مع زملائه ومديريه، وحاول مساعدته على تصحيح سلوكياته السلبية التي تجعل العمل معه صعبا، بدلا من إصدار الأحكام عليه.
ويكون ذلك من خلال لفت انتباهه تجاه السلوكيات غير المرغوب فيها دون توبيخهم، حتى يتمكنوا من إدراك المشكلة التي يعانون منها ويحاولون حلها.
ثانيا: حاول تقديم تعليمات واضحة ومحددة للموظف
الاستراتيجية الثانية من استراتيجيات كيفية التعامل مع الموظف المتمرد هي إعطاء الموظف تعليمات واضحة ومحددة تساعده على فهم طبيعة الأدوار المطلوبة منه بشكل مباشر بدون أي عوائق تثير جدله وتحفز تمرده.
لذا لا بد على رؤسائه أو مديريه في العمل تقديم ملاحظات تفصيلية حول سلوكهم ومناقشتهم حول أي استفسارات يرغبون في معرفتها، بالإضافة إلى تشجيعهم على أن يصبحوا أكثر تقبلا للأمور، حتى يتمكنوا من التجاوب مع زملائهم في العمل.
ثالثا: تحديد التوقعات والنتائج
يجب على صاحب العمل وضع خطة لتغيير السلوكيات السلبية الناجمة عن تمرد الموظف، وذلك من خلال تحديد التوقعات التي يرغب في رؤيتها ومناقشة كافة التغييرات السلوكية التي يريدها من الموظف مع وضع إطار زمني واضح لخطة التغيير، وعمل تقييمات دورية لمتابعة مستوى تقدمه.
هذه الاستراتيجية تجعل الموظف المتمرد يأخذ تلك الخطة محمل الجد، حيث إنه يعتبر ذلك بمثابة تحدي لا بد من اجتيازه والنجاح فيه.
رابعا: اضبط مسؤوليات الموظف
من ضمن الاستراتيجيات التي توضح لك كيفية التعامل مع الموظف المتمرد هي استراتيجية ضبط مسؤوليات الموظف بطريقة تساعدك على الاستفادة من نقاط قوته وخبرته في العمل، حتى يتمكن من تحقيق النجاح في وظيفته، لذا يمكنك الحد من تمرد الموظف من خلال التعرف على نقاط قوته وإعطائه مسؤوليات تظهر إيجابياته للاستفادة منها في محيط العمل.
خامسا: ابعد الموظف المتمرد عن العمل الجماعي
من المعروف أن الموظف المتمرد يؤثر سلبيا على الموظفين، وعلى محيط العمل بشكل تام، وهذا يؤدي إلى زيادة معدل دوران الموظفين ذوي الكفاءات العالية، وضعف إنتاجية الجزء الباقي من العاملين، لذا من الضروري أثناء معالجة تصرفات الموظف إبعاده عن زملائه في العمل ومحاولة الحد من مسؤولياتهم الإدارية، أو التي تتطلب التفاعل مع الآخرين، مع دعمه من قبل فريق الموارد البشرية إلى حين الانتهاء من تعديل سلوكه ليتم دمجه في محيط العمل مرة أخرى.
سادسا: كيفية التعامل مع الموظف المتمرد باستخدام الجزاءات التأديبية
في حالة استمرار الموظف في تمرده وتكرار التصرفات السلبية التي تؤثر في محيط العمل والإدارة، فلا بد من ردعه من خلال اتخاذ إجراءات صارمة تجاهه تحد من أفعاله وانحرافه في العمل، ويكون ذلك من خلال توقيع بعض الجزاءات التأديبية عليه، على سبيل المثال الخصم من الراتب، الوقف عن العمل، فذلك يمكن أن يساهم في إدارة الموظف ومنعه من ارتكاب التصرفات السلبية التي تؤثر على محيط العمل.
سابعا: كن محترما وحافظ على هدوئك
قد تفشل خطة التغيير نتيجة تمرد الموظف وامتناعه عن تغيير سلوكياته السلبية التي تؤثر على محيط العمل والموظفين، في تلك الحالة من الأفضل أن تبقى هادئا ومحترما مع هذا النوع من الموظفين، وتجنب انتقاده وخاصة إذا استنزفت كل الطرق في إصلاح الموظف، ورغبت في فصله من العمل، ويجب إبلاغه بهذا القرار بحيادية وحافظ على لغة جسدك وكن صادقا معه إذا طلب منك معرفة أسباب فصله.
ثامنا: التواصل الفعال مع الموظف
من الضروري على المديرين الراغبين في التعرف على كيفية التعامل مع الموظف المتمرد إجراء محادثات مفتوحة وشفافة مع الموظف المتمرد، بهدف فهم مشاكله وقلقه المتسبب في ذلك العصيان، ولا بد من الاستماع الجيد لآراءه لتحليلها، من أجل إيجاد حلول مناسبة لحالته.
كما يفضل إشراكه في وضع تلك الحلول وجدولتها، حتى يقتنع بها ويقوم بتطبيقها، فكلما تمكنت الإدارة من تحسين علاقتها مع الموظف، كلما استطاعت السيطرة عليه بشكل غير مباشر.
تاسعا: عزز الانتماء لدى الموظف المشاغب
إذا كان لديك موظف متمرد ومخالف لكافة الأوامر التي يتلقاها من رؤسائه ومديريه، فقد يحتاج منك الأمر إلى تعزيز شعوره بالانتماء تجاه مكان العمل وأيضا الإدارة والموظفين، ويكون ذلك من خلال التمتع بالصبر والمثابرة تجاه الموظف، وتقديم التدريب الذي يحتاجه لتحسين رؤيته تجاه مكان العمل وتعزيز فهمه لمتطلبات العمل.
في الأخير بعد التعرف على كيفية التعامل مع الموظف المتمرد وعرض كافة الاستراتيجيات الفعالة في علاج سلوكيات الموظف والحد من تمرده، يمكننا القول بأنه على الرغم من أن هذا النوع من الموظفين يمثل تحديا لمكان العمل، إلا أن علاجه ليس مستحيلا، وذلك من خلال إدراك أسباب تمرده عن طريق التواصل الفعال معه وإيجاد الحلول الفعالة في الحد من السلوكيات السلبية الناجمة عن التمرد، ومن ثم تحسين العلاقة بينه وبين الإدارة وأيضا زملاؤه في العمل لتصبح بيئة العمل إيجابية تعزز من أداء الموظفين، وتزيد من إنتاجية الشركة.
اكتشف مقالات مشابهة
إنه وقت تحديث
عمليات الموارد البشرية
و تكنولوجيا المعلومات
هل أنت مستعد لتسهيل عمليات الموارد البشرية
و تكنلوجيا المعلومات داخل شركتك ?