القيادة الظرفية: النموذج ، المزايا ، العيوب ، الأمثلة

اشترك في رسائلنا الإخبارية

القيادة الظرفية: النموذج ، المزايا ، العيوب ، الأمثلة

القيادة الظرفية

 

إذا كنت في منصبٍ إداري، فمن المُحتمل أن تكون لديك خلفية ما عن القيادة الظرفية وهي إحدى الاستراتيجيات التي يعتمدها الإداريون حينما يحتارون في أسلوب القيادة الذي ينبغي عليهم استخدامه في هذا المنصب.

يمكنك فيما يلي أن تتعرف بشيءٍ من التفصيل عن استراتيجية القيادة الظرفية، وكيف يمكنك استخدامها بالشكل المناسب في منصبك الإداري، فتابع معنا.

 

[Sommaire]

 

تعريف القيادة الظرفية

 

هي الاستراتيجية التي يعمد فيها المديرون إلى التصرف واتخاذ القرارات بما يناسب الموقف، ويلبي الاحتياجات المحددة لفريق عملهم، كلٌّ وفق إمكانياته وقدراته ومستوى الاستعداد لديه.

يحافظ القائد الذي يعتمد نموذج القيادة الظرفية على التواصل الوثيق مع أعضاء فريقه عبر المشاركة المستمرة والتقييم، فضلًا عن تعديل مهاراته القيادية بهدف تلبية احتياجات المشاركين لنجاح الشركة.

وبالتالي فإن أهم مهارة مطلوبة للقائد الذي يتبع اساليب القيادة الظرفية هي القدرة على التكيف مع بيئة العمل لتحسين المهارات القيادية، فضلًا عن التكيف مع احتياجات الفريق والتي تسمح له بالتوافق مع نفس الأهداف التنظيمية للشركة.

يتطلب كذلك نموذج القيادة الظرفية اكتساب العديد من المهارات من قبيل: مهارة البيع، المشاركة، التفويض، الإعلام، إعطاء التوجيه، التشجيع، التقييم، وغيرها حيث يعتمد نجاح استخدام هذا النموذج على الاستخدام الفعال للمهارات المذكورة لتمكين القائد من التكيف مع المواقف التي يواجهها.

 

مثال على القيادة الظرفية

 

إذا كنت مديرًا لشركة ما، ولديك فريق عمل مكون من أربع أفراد، يتمتع كل فرد منهم بمستويات مختلفة من المهارات والخبرات وجميعهم يعملون في مشروع خاص بالشركة، فينبغي عليك تعديل طريقة قيادتك بناءً على مستويات مهاراتهم.

على سبيل المثال: يتمتع الشخص الأول بمهارات وخبرات عالية، ولكنه يحتاج إلى بعض التوجيه، وفي هذه الحالة يمكنك تفويض المهام إليه وإتاحة الفرصة له للعمل بشكل مستقل مع متابعته بشكل دوري والتأكد من أن كل شيء يسير على ما يرام.

أما الشخص الثاني، فهو يتمتع بمهارات عالية ولكن لا يمتلك الخبرة الكافية، وهنا يتعين عليك تقديم التوجيه والدعم الكافي له وتركه يعمل بشكل مستقل مع متابعته بشكل دوري.

أما الشخص الثالث فهو أقل خبرةً ومهارة، وهذا يتطلب منك تقديم تعليمات واضحةٍ له مع تدريبه ومساعدته على التطوير ومراقبة مدى تقدمه عن كثب وتقديم الملاحظات والتوجيهات له بشكل مستمر.

أما عن الشخص الرابع، فهو جديد في الشركة وخبراته محدودة في مجال العمل، وهذا يتطلب منك توفير الإرشادات والتوجيهات خطوة بخطوة مع التدريب المكثف حتى يتمكن من إنجاز مهامه بشكل أكثر استقلالية.

 

أهم فوائد القيادة الظرفية

 

تعد القيادة الظرفية من المفاهيم الحديثة التي حظيت بشهرة كبيرة في مجال الإدارة، وفيما يلي أهم الفوائد الأساسية لهذه الاستراتيجية:

 

  1. التكيف مع التغييرات السريعة في بيئة العمل، والمساعدة في تحديد الأولويات واتخاذ القرارات الصائبة في أوقات الضغط.
  2. تحسين الأداء وتحقيق النتائج المرجوة، حتى مع وجود الضغوط والتحديات التي قد يواجهها فريق العمل.
  3. تشجيع الابتكار والإبداع، وتحفيز الفريق على التفكير خارج الصندوق.
  4. تشجيع العمل الجماعي وتعزيز التفاعل بين أعضاء الفريق وتحسين عملية التواصل بينهم.
  5. تحقيق الأهداف المحددة مسبقًا وتوفير الحلول الفعالة للتحديات والمشكلات التي تواجه فريق العمل.
  6. تطوير مهارات الفريق وتحسين أدائهم وإنتاجهم وتعزيز الثقة والرضا الوظيفي.
  7. توفير الوقت والموارد من خلال اتخاذ القرارات الصائبة في الأوقات المناسبة.
  8. المساعدة على فهم نقاط القوة والضعف لدى أفراد فريق العمل بشكل أفضل وتزويدهم بالتوجيه والدعم المناسب.
  9. تحسين المشاركة وتحفيز فريق العمل، الأمر الذي يؤدي إلى نتائج أفضل.
  10. خلق بيئة عمل صحية ومناسبة تحترم التواصل والاحترام والثقة المتبادلة بين أفراد الفريق وتتيح لهم مشاركة أفكارهم.

 

ومع ذلك، ولكي ينجح اسلوب القيادة الظرفية فإنه يتطلب الكثير من الصبر، وقد لا يكون مناسبًا في بيئات العمل التي تتسم بالتغيرات السريعة، كما قد يؤدي تغير أسلوب القيادة وفقًا للموقف إلى التضارب والتناقض في تعامل القادة مع أفراد فريق العمل.

كذلك، ففي كثير من الأحوال قد يصبح أعضاء الفريق معتمدين بشكل مبالغ فيه على توجيهات وإرشادات قائدهم، الأمر الذي يتسبب في ضمور المبادرة والابتكار والإبداع، هذا بالإضافة إلى تجاهل القيادة الظرفية للأهداف طويلة المدى، وعدم فعاليتها للمهام المتكررة.

 

أهمية القيادة الظرفية لبيئات العمل المتغيرة باستمرار

 

أصبحت القيادة الظرفية ضروريةً للقادة لنجاحهم كإداريين في بيئات العمل المتغيرة باستمرار، حيث يمكنهم تعديل أساليب قيادتهم بما يتوافق مع الظروف ومعالجة ما يواجههم من تحديات ومشكلات بشكل مباشر، وإعداد فريق عملهم لتحقيق النجاح، ويعتقدون أنه لا يمكن لأسلوب قيادة واحد أن يعمل مع جميع المواقف، وأنه ينبغي تكييف أسلوب القيادة بما يتناسب مع الموقف.

لذا ينبغي أن تتعلم عددًا من السمات التي تساعدك على ذلك مثل المرونة وتقديم التوجيه والدعم والتدريب وتشجيع المشاركة، وجميعها مهارات قابلة للتعلم، كما تمكنك من بناء فريق عمل فعال ذو أداء عالي يدفع بيئة عملك نحو مستقبل ناجح ومزدهر.

 

المهارات الأساسية المطلوبة لمن يعتمد نموذج القيادة الظرفية

 

لكي تصبح قائدًا فعالًا، تحتاج إلى إتقان هذه المهارات الأساسية:

 

  1. مهارة التشخيص وتحديد مستوى المهارات والخبرات التي يمتلكها الفرد من خلال النظر إلى أدائه، وما إذا كان يمكنه تحقيق الهدف المحدد بدقة وفي الوقت المحدد.
  2. المرونة والقدرة على استخدام مجموعة متنوعة من أساليب القيادة بشكل مناسب.
  3. الشراكة والقدرة على التواصل بينك وبين أفراد فريق عملك بشكل مباشر مع تحسين كمية ونوعية محادثاتك معهم.

 

كيف تختار أسلوب القيادة المناسب في الوقت المناسب؟

 

وفقًا لبلانشارد وهيرسي، المؤلفان اللذان طورا اساليب القيادة الظرفية، فإن هذه الأساليب تكون أكثر فاعلية عند إقرانها بالمراحل الأربع التالية:

 

  1. مرحلة الكفاءة المنخفضة والالتزام المرتفع، ويتم معالجتها بتوجيه الموظفين الذين ليس لديهم مجموعة مهارات محددة.
  2. مرحلة توفر بعض الكفاءة مع الالتزام المنخفض، ويتم معالجتها بتدريب أعضاء الفريق وإكسابهم بعض المهارات لأداء المهام الناجحة.
  3. مرحلة الكفاءة العالية مع الالتزام المتغير، يتم معالجتها بتشجيع مشاركة أعضاء الفريق ذوي المهارات العالية.
  4. مرحلة الكفاءة العالية مع الالتزام العالي، ويتم فيها تفويض المهام لأعضاء الفريق وتمكينهم من العمل بشكل مستقل.

 

وكمثال حي على نموذج القيادة الظرفية نجد "جون وودن" مدرب كرة السلة السابق في جامعة كاليفورنيا والذي فاز فريقه بعشر بطولات وحطم الرقم القياسي لأطول تاريخ في NCAA، لقد عدل "جون" من أسلوبه التدريبي بشكل مستمر بما يتوافق مع أعضاء فريقه من اللاعبين، وحدد احتياجات كل لاعب وارتبط بهم على المستوى العاطفي، واستطاع بذلك أن يخرج أفضل ما لديهم من أداء.

كذلك "ستيف جوبز" الرئيس التنفيذي لشركة Apple، الذي يُعرف بشخصيته المتميزة في القيادة الظرفية حيث وفر رؤية واضحة لموظفيه وكان ماهرًا في تفويض المهام وتشجيع الأفراد على متابعة أفكارهم الفريدة والاستفادة من نقاط قوتهم وإبراز أفضل ما لديهم.

في الختام، تسمح لك القيادة الظرفية بالتكيف مع ظروف العمل المتغيرة والتغلب على التحديات وتحقيق الأهداف والنجاح في مختلف المواقف حتى الطارئة منها، كما يمكن للمديرين الذين يعتمدون هذا النوع من القيادة أن يكون لهم تأثير إيجابي كبير على أداء موظفيهم ونجاح وازدهار شركاتهم.

اشترك في رسائلنا الإخبارية

اشترك في رسائلنا الإخبارية للاطلاع على أحدث صيحات الموارد البشرية.

اكتشف مقالات مشابهة

إنه وقت تحديث
عمليات الموارد البشرية
و تكنولوجيا المعلومات

هل أنت مستعد لتسهيل عمليات الموارد البشرية
و تكنلوجيا المعلومات داخل شركتك ?

احصل على نسخة تجريبية