التعاطف في العمل هو إحدى أهم المهارات اللازم تواجدها في أي مؤسسة أيًّا كانت طبيعة عملها، إذ أصبح فهم مشاعر العاملين مهارة أساسية في أي منظمة، حيث ارتبط في الآونة الأخيرة وجود التعاطف في مكان العمل مع إمكانية حل المشكلات والنزاعات التي قد تطرأ على المؤسسة وبالتالي تحسين العلاقة بين زملاء العمل والعملاء وبناء فريق أكثر إنتاجية.
لذلك سوف نتعرف من خلال هذا المقال على ما هو التعاطف في العمل وأنواعه، وكيفية بناء مكان عمل أكثر تعاطفاً.
[Sommaire]
ماذا يعني التعاطف في العمل
هي مهارة فهم الآخرين والقدرة على التعرف على مشاعرهم وفهم وجهات النظر الخاصة بهم، بالإضافة إلى تحسين مزاج الشخص من خلال دعمه في المواقف الصعبة بمعنى آخر فهي تعد مهارة قيادية حيوية.
أنواع التعاطف في العمل
أولاً: تعاطف معرفي
وهو القدرة على فهم ما يشعر به الشخص أو يفكر به، ويستفيد مديرو الموارد البشرية من هذا النوع في فهم ما يفكر فيه فريق العمل، الأمر الذي يساعدهم في تحديد أسلوب القيادة الأفضل بالنسبة لهم.
في نفس السياق يستخدم هذا النوع لقياس الحالة المزاجية للعملاء خاصة في المجال الخاص بالمبيعات، باختصار فهو يعد قدرة عقلانية ومحايدة عاطفياً يتم التعرف من خلاله على ما يدور في أذهان الآخرين أو ما يشعرون به.
ثانياً: تعاطف عاطفي
يمكن من خلال هذا النوع مشاركة مشاعر الآخرين وفهمهم بمستوى أعمق، فهو لا يقتصر على مجرد التعرف على ما يشعر به الشخص بل ينشأ عنه علاقة وطيدة بين العاملين، ويتناسب هذا النوع مع الشخص الذي يقود فريق حيث سيساعده في بناء الثقة بينه وبين أعضاء الفريق وبالتالي تنمية الصدق والانفتاح.
ثالثاً: تعاطف رحيم
يعد من أكثر أنواع التعاطف نشاطاً حيث إنه لا يقتصر فقط على الاهتمام بالشخص، بل يتم اتخاذ بعض الطرق العملية لحل مشكلاته على سبيل المثال عند فشل موظف ما في أداء مهامه مما نتج عنه شعوره بالغضب والاستياء فيجب على الإدارة تقديم الدعم له وتوجيهه للتغلب على هذا الموقف والنهوض مرة أخرى.
كيفية بناء مكان عمل أكثر تعاطفاً؟
يمكن لأي مؤسسة أياً كان عملها من تنمية التعاطف في العمل من خلال اتباع بعض الخطوات البسيطة والتي ستجعلها تتفهم طبيعة العاملين بمؤسستها وخلق جو تعاوني قائم على المحبة.
منح الاهتمام الكامل للعاملين
قبل كل شيء لكي يتحقق التعاطف يجب إعادة التفكير في طريقة استماعك للآخرين فمن الواجب الاستماع لهم جيداً بل وفهم الرسالة التي يود أن ينقلوها، كما يمكنك الاستعانة بلغة الجسد أو من خلال طرح الأسئلة التي ستساعدك في التعرف أكثر على طبيعة مشاعرهم والوصول إلى جذور المشكلة.
ضع نفسك مكان زملاء العمل
فيجب أخذ كافة مخاوف العاملين على محمل الجد وبعين الاعتبار حتى تستطيع تفهم وضعهم الحالي وشعورهم، لتصبح قادراً على مساعدتهم بطريقة تتناسب مع وضعهم الراهن.
أبدي رد فعل
فإظهار التعاطف مع الشخص لا يظهر إلا عند إظهار ردة فعل أو اتخاذ إجراء يحقق له ما يحتاجه.
باختصار يمكن أن نقول بأن العاطفة لا تكون فقط عند وجود أزمات للعاملين، بل يجب أن تكون مهارة تتمتع بها المؤسسات بصفة مستمرة في أي وقت وفي أي موقف لتكتسب مؤسستك سمعة طيبة ويتكون لديك رصيد كبير من المحبة والموثوقية نتيجة لكونك مهتم بفريق مؤسستك.
في الختام يمكننا القول بأنه لكي يتم تحقيق التعاطف في العمل يجب أن تترك وجهة النظر الخاص بك جانباً والبدء في رؤية الأشياء من منظور الشخص الذي تود أن تتفهمه، وذلك حتى تتمكن من التعرف على نوعية السلوك الخاص به واتخاذ الإجراء المناسب.