كل ما تحتاج معرفته حول الثقافة المؤسسية

اشترك في رسائلنا الإخبارية

كل ما تحتاج معرفته حول الثقافة المؤسسية

الثقافة المؤسسية: تعريفها وكيف يمكن بناؤها وتحسينها

 

الثقافة المؤسسية هي سر نجاح أي مؤسسة، فكلما استطاعت الشركة أو المؤسسة بناء ثقافة مستديمة تحفز العاملين وتشجعهم على الإنتاج والإبداع، كلما زاد ذلك من نجاح الشركة.

 

[Sommaire]

 

من ناحية أخرى عند فشل القادة والمديريون في بناء ثقافة حقيقية وفعالة، نتيجة لعدم اتباعهم لمنهجية علمية أثناء بناء الثقافة المؤسسية الخاصة بهم والتي تتناسب مع طبيعة عملهم، فهذا سيؤثر بشكل كبير على بيئة العمل والعاملين، وبالتالي سيؤثر ذلك على نجاح المؤسسة وتطورها.

لذلك سنقدم إليكم اليوم الدليل الشامل لكل ما يخص الثقافة المؤسسية من حيث ماهيتها وأنواعها وكيفية بنائها وكيف يمكن لأي مؤسسة تحسينها، لتكون دليل القائد أثناء بناء ثقافة مؤسسته، ليصبح قادراً على وضع السلوكيات والمعتقدات والتوقعات المشتركة والخبرات والقيم الفردية، التي ستعزز بدورها بيئة العمل داخل أي مؤسسة.

 

ما هي الثقافة المؤسسية

 

هي مجموعة من المفاهيم والقيم التي يؤمن بها القائد، بحيث يقوم بصياغتها بطريقة تتناسب مع طبيعة وبيئة العمل داخل المنظمة، كما يشترط أيضاً إيمان العاملون بالمؤسسة بتلك الثقافة واقتناعهم بتلك القيم والمفاهيم والعمل على تطبيقها.

بعبارة أخرى هي الإطار العام الذي يحكم طبيعة العمل داخل مؤسسة ما، بالإضافة إلى تعاملات العاملين بها، والتعرف على ما هو مقبول وما هو مرفوض داخل المنظمة.

ومن خلال عرض ماهية ثقافة المؤسسة يمكننا وصفها بأنها الواجهة التي تظهر للجمهور والتي يمكنهم من خلالها من تكوين الانطباع الأولي عن المنظمة، وعليه فإنه لا يمكن استنساخ ثقافة منظمة ما ونقلها إلى مؤسسة أخرى كما هي، حيث يجب على كل منظمة أن تعبر عن القيم الثقافية والمعتقدات المتداولة داخلها، وذلك من أجل الوصول لأهدافها.


أنواع ثقافة المؤسسة

 

أدى تعدد المؤسسات إلى تنوع الثقافات داخل المنظمات بل داخل المؤسسة الواحدة، إذ نجد في أغلب الأحيان احتواء ثقافة المؤسسة الواحدة على مجموعة متنوعة من الثقافات، وذلك من أجل تحقيق الأهداف والنتائج التي تسعى إليها، لما لها من قوة كبيرة ومؤثرة في تحقيق الأعمال والأهداف التي تسعى إليها.

ومن هنا تتنوع الثقافة المؤسسية باعتبارها مجموعة من المعايير التي توجه الموارد البشرية بمهارة من أجل التصرف وفق طرق وأساليب محددة.

ومن أنواع تلك الثقافة ما يلي:

 

أولاً: ثقافة الأدهقراطية أو التشبع

 

يهتم هذا النوع من الثقافات ببيئة العمل الخارجية والتكيف مع كافة المتغيرات، هذا يعني أنها تقوم على الابتكار والإبداع بطريقة تمكنهم من تصور المستقبل والتكيف مع أي تغيير قد يطرأ على المؤسسة.

وتنطبق خصائص تلك الثقافة على بعض القطاعات مثل شركة جوجل أو فيس بوك وكل ما يخص تطوير البرمجيات، بجانب امتلاكها لبعض الثقافات الأخرى.

 

ثانياً: ثقافة العشيرة

 

تهتم تلك الثقافة ببيئة العمل الداخلية كما تركز على علاقة العاملين مع بعضهم البعض، هذا يعني أنها تركز على العلاقات بين العاملين وتكوين فرق العمل.

بالإضافة إلى تعزيز التنمية البشرية وتدريبهم وتوجيههم، ويتناسب هذا النوع من أنواع الثقافة المؤسسية مع الشركات الصغيرة أو الناشئة نظراً للجو العائلي الذي تتبعه تلك الثقافة.

 

ثالثاً: الثقافة الهرمية

 

تركز Hierarchy Culture على بيئة العمل الخارجية والتنظيمات والعمليات التي تضمن استقرار المؤسسة، ونتيجة لذلك فإن تلك الثقافة تتناسب بشكل كبير المؤسسات التي تتسم بنظامها البيروقراطي مثل المؤسسات الحكومية أو الجيش.

ويفتقر هذا النوع إلى المرونة الفكرية وبالتالي نشوء بيئة غير ملهمة، حيث إنه قائم على القيادة القوية المبنية على التوجيه.

 

رابعاً: ثقافة السوق

 

تركز Market Culture على النتائج وفي سبيل ذلك فإنها تهتم ببيئة العمل الخارجية والحفاظ على استمرارية المؤسسة، وبالتالي يتناسب هذا النوع من الثقافة المؤسسية مع شركات التسويق التي تعتمد على التخطيط والتنبؤ، وعرض المنتجات في السوق وبيعها.

حيث يركز هذا النوع على تقديم القيمة والمنافسة بالإضافة إلى تحقيق الأهداف فضلاً عن السرعة في اتخاذ القرارات ومواجهة التغيرات التي قد تطرأ والسيطرة عليها.

 

كيفية بناء ثقافة مؤسسية ناجحة

 

من أجل بناء ثقافة مؤسسية ناجحة يجب على أي شركة صياغة رؤيتها الاستراتيجية بالإضافة إلى الرسالة أو الأهداف التي تسعى إلى تحقيقها من خلال الوسائل المتاحة أمامها، كما يجب عليها التعرف على طبيعة المجتمع الذي ستعمل فيه حتى تتمكن من تحديد الثقافة التي تتناسب مع طبيعة عملها.

ويجب على أي منظمة أو شركة ناشئة من صياغة مفهوم عام عنها ونشره على جمهور المؤسسة حتى تصبح المؤسسة في أذهانهم، كما يجب أن تحرص على تعريف كافة الموظفين بتلك الثقافة حتى يتم غرس انطباعاً عاماً في نفوسهم بطبيعة العمل داخل المؤسسة.

فيشترط لنجاح أي ثقافة إيمان العاملين بها وبكافة القيم والمفاهيم التي تحويها، بل يسعون أيضاً إلى احترامها وتطبيقها.

وحتى تتمكن الشركة من جعل عامليها يحترمون ثقافتها ويسيرون عليها، فيجب أن تنسجم تلك الثقافة مع ثقافة المجتمع وتقاليده، حتى لا يتسبب ذلك في حدوث تصادماً بين ثقافة المؤسسة وعادات المجتمع، يعطل سير المؤسسة ويحجبها عن تحقيق أهدافها.

 

كيف يمكن تحسين ثقافة المؤسسة

 

يجب على أي مؤسسة إعادة النظر في ثقافتها المؤسسية، حيث أن تلك الثقافات لا تقف ساكنة بل يحدث التغيير الثقافي بصفة مستمرة، وذلك وفقاً لما يتناسب مع التحولات التي تحدث في المنظمة.

ويمكن للقادة تحسين ثقافة المؤسسة من خلال خمس طرق كالتالي:

 

فهم المؤسسة بصورة أكبر

 

فيجب على القائد التعرف على الثقافة الحالية التي يتبعها، مع تحديد إيجابياتها وسلبياتها، وذلك حتى يتمكن من الوقوف على نقاط القوة والضعف وبالتالي قيادة المنظمة نحو التغيير وإحداث التغييرات التي تتطلبها بيئة العمل.

 

تحديد الثقافة المناسبة


يجب على أي قائد بعد التعرف على أوجه النقص في ثقافته الحالية أن يبدأ بتحديد الثقافة التي تتناسب مع أوجه النقص التي تعتري مؤسسته، ومن أجل حدوث التغيير الثقافي يجب أن يتسم القائد أو رب العمل بالوضوح عند تحديد الثقافة القوية التي تتناسب مع المنظمة والعاملين بها.

 

وضع قيم أساسية متفق عليها

 

لكي يحدث التغيير الإيجابي في الثقافة المؤسسية فلابد وأن يتفق أعضاء الفريق على قيم مشتركة وأساسية، تبين كيفية عمل الشركة والاستراتيجية التي ستسير عليها.

 

مواءمة استراتيجية المنظمة مع الثقافة الجديدة

 

فيجب أن تكون الثقافة التي تم تحديدها من قبل القائد جزء لا يتجزأ من الاستراتيجية المتبعة في المؤسسة، فسر نجاح الشركة سيترتب على مدى انعكاس قيمها التي تك الاتفاق عليها مع استراتيجيتها، وذلك حتى يتمكن العاملون من تحقيق التغيير الثقافي عند قيامهم بوظائفهم اليومية.

 

دعم سلوك الموظفين

 

سلوك العاملين ما هو سوى انعكاس لثقافة المنظمة التي يعملون بها، وعليه فمن الواجب دعم سلوكيات الموظف من أجل مواكبة التغييرات المطلوبة.

ويمكن القيام بذلك من خلال عملية إدارة الأداء من أجل مشاركة الأهداف الثقافية الجديدة مع الموظفين، بالإضافة إلى دعمهم من أجل قياس الأداء الخاص بهم وتحقيق الأهداف المرجوة.


في الختام يمكننا أن القول بأن الثقافة المؤسسية تمثل الهوية الخاصة بأي مؤسسة أو شركة، بعبارة أخرى تعد بمثابة الرابط الذي يربط المؤسسة ببعضها من أجل تحقيق أهدافها المنشودة.

اشترك في رسائلنا الإخبارية

اشترك في رسائلنا الإخبارية للاطلاع على أحدث صيحات الموارد البشرية.

اكتشف مقالات مشابهة

اعتمد برنامجنا من أجل التميز
مع إدارة أفضل للموارد البشرية.

هل أنت مستعد لتسهيل عمليات الموارد البشرية
و تكنلوجيا المعلومات داخل شركتك ?

اكتشف المزيد