إدارة المواهب هي إحدى الوظائف الرئيسية والأساسية للموارد البشرية، لما لها من دور كبير في تحسين الإبداع والتنافس بين منظمات الأعمال، حيث إن الغرض منها هو خلق قوة عاملة مميزة ومتحمسة لأداء عمل أو وظيفة ما، وفق مجموعة من المهارات والقدرات التي يتم غرسها في العاملين، لاستخدامها والاحتفاظ بها لصالح المؤسسة.
فبعد أن كان الأفراد هم من يبحثون عن فرص العمل في الشركات والمؤسسات، أصبحت المؤسسات الآن هي من تبحث عن أكثر الفئات الموهوبة المتوفرة في سوق العمل ليس فقط لتوظيفهم بل لتحفيزهم وتطوير أدائهم، واستكشاف الطاقات الكامنة داخلهم.
ولأن إدارة المواهب لها أهمية كبيرة لدى المؤسسات المختلفة، فكان ولابد من إلقاء الضوء على تلك الاستراتيجية ومتطلباتها وكيف يمكن للمؤسسة من بناء استراتيجية ناجحة لتطوير مهارات الموارد البشرية الخاصة بها.
[Sommaire]
ما هي إدارة المواهب
هي عبارة عن استراتيجية مستمرة تهدف إلى جذب الموظفين ذوي الكفاءة العالية والاحتفاظ بهم، بل وتطوير مهاراتهم وتحسين أدائهم، بالإضافة إلى تحفيز أدائهم باستمرار، وذلك من أجل تحقيق أهداف المؤسسة طويلة المدى.
بمعنى آخر تعد تنمية المواهب البشرية وإدارتها استراتيجية شاملة على مستوى المنظمة لتوظيف وتعيين الموظفين المميزين وتأهيل من يصلح منهم للقيادة في المستقبل.
فهذه الاستراتيجية استطاعت أن تغير تفكير المنظمات من مجرد التركيز على كون الموظف يناسب متطلبات هذا العمل، إلى هل هذا الشخص يستطيع القيام بالأعمال المستقبلية التي قد تسند إلى المؤسسة في المستقبل.
وعليه يعمل موظفو تنمية الموارد البشرية على إظهار أفضل ما لدى الموظفين العاملين بالمؤسسة من خلال استكشاف مواهبهم ورعايتها، من أجل بناء مسار وظيفي مميز.
أهمية إدارة المواهب
أصبحت كافة المؤسسات تركز الآن على هذه الاستراتيجية لما لها من أهمية كبيرة والتي من أبرزها ما يلي:
تحسين أداء المؤسسة: حيث تستطيع المنظمة من خلالها من فهم دورة حياة الموظفين ومستوى موهبتهم ومهاراتهم لأداء الأعمال، وبالتالي يمكن للشركة الوصول إلى أي هدف ترغب به نتيجة معرفتها لمهارات موظفيها والعمل على تطويرها.
تبقي الشركات على عرش المنافسة: فكلما اختارت الشركة أفضل الموظفين وعملت على تطوير مهاراتهم بشكل يخدم طبيعة العمل، كلما أصبح الموظفين أكثر ابتكاراً وقدرة على مواجهة كافة التحديات والتغيرات الطارئة، وبالتالي تستطيع الشركة النهوض بنفسها لتصبح الأفضل في سوق العمل لتتربع على عرش المنافسة.
تساعد على نمو الموظفين: فاهتمام الاستراتيجية بفئة معينة من الموظفين وهم الأكثر كفاءة ومهارة، سيؤدي إلى رغبة العاملين الآخرين في النمو والازدهار والإلهام.
كيفية بناء استراتيجية لإدارة مواهب الموظفين
تختلف كل مؤسسة في إدارة مواهبها عن الأخرى إلا أنه توجد بعض المكونات الرئيسية التي يجب على أي مؤسسة من وضعها في استراتيجية إدارة المواهب الخاصة بها ويمكن تلخيصها في الآتي:
أولا: معرفة الغرض من عمل الاستراتيجية
فمن المتوقع أن تبني المؤسسة استراتيجيتها على أهداف معينة لتحقيقها، وبالتالي يجب أن تكون تلك الأهداف محددة وواضحة وأيضاً قابلة للتحقيق، كما يجب تحديد دور الموظفين في تحقيق تلك الأهداف.
ثانياً: تحديد المسؤوليات والمهارات وجذب الأشخاص المناسبين
فيجب التعرف على كافة المسؤوليات وتحديد كافة المهارات المطلوبة لأداء المهام، ومن ثم جذب العاملين المناسبين واختيار أفضل الأشخاص، ويمكن للمؤسسة استخدام التقييمات الشخصية والاختبارات لتوظيف أفضل الخيارات.
ثالثاً: تنظيم عملية التعليم والتطوير
فبعد اختيار أفضل المواهب قد يحتاجون إلى تعلم بعض الأشياء التي تساعدهم في أداء دورهم الجديد، وعليه فيجب وضع خطط تساعد العاملين على التعلم والنمو، على سبيل المثال عقد الدورات التدريبية والمؤتمرات.
في الختام يمكننا القول بأن استراتيجية إدارة المواهب هي العنصر السحري وراء نجاح أي مؤسسة إذ إنها تعتبر من أفضل الخطط التي تسهم بشكل كبير في تحسين أداء الموظف وبالتالي نجاح المؤسسة.